قالت الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، السفيرة هيفاء أبو غزالة إن اجتماع المجلس العربي للسكان والتنمية يعقد خلال فترة عصيبة وحرجة حيث لاتزال جائحة فيروس كورونا المستجد وطفراته تضرب العالم بقوة من جديد بالرغم من تسريع وتيرة عمليات التطعيم على مستوى العالم؛ ومخلفة وراءها حصيلة ما يقرب من 5 ملايين وفاة و263 مليون مصاب على مستوى العالم، ومتسببة في نكسات خطيرة للمكاسب الإنمائية عالمياً، فضلاً عن التداعيات السلبية طويلة الأجل والتي القت بظلالها القاتمة على الاقتصاد العالمي بشكل غير مسبوق يكاد يفوق في شدته الكساد العظيم.
وأضافت، خلال كلمتها في الإجتماع المنعقد بجامعة الدول العربية اليوم الثلاثاء، أن هذه الجائحة تمثل في قلبها أزمة تضامن، أبرزها وأعقدها الضعف الجذري للهيكل العالمي للرعاية الصحية وبخاصةً تلك المرتبطة بتوفير معلومات وخدمات الصحة الإنجابية والجنسية مما أدى الى تغير معدلات الخصوبة؛ حيث أظهرت تحاليل البيانات مؤخرا أن الوباء أوقف الوصول إلى خدمات تنظيم الأسرة وعطل برامج الصحة الإنجابية مما أدى إلى حوالي 7 ملايين من الحمل الغير مرغوب فيه بين الفئات الهشة.
واستطردت أبو غزالة أن إعادة تخصيص الموارد بعيدًا عن هذه الخدمات خلال هذه الجائحة كان له تأثيرا سلبياً على صحة النساء والفتيات، وأدى إلى تفاقم فجوة عدم المساواة بين الجنسين والعنف القائم على النوع الاجتماعي، وبذلك كانت النساء المتضرر الأكبر من كل التبعات الاقتصادية والاجتماعية والصحية خلال هذه الأزمة.
وأوضحت أن الدول العربية تشترك في عدد من القضايا والتحديات السكانية والتنموية والتي تؤثر على مسيرتها نحو تحقيق التنمية المستدامة، ولعل أبرزها على سبيل المثال لا الحصر تلك المرتبطة بقضايا الصحة الانجابية وما يرتبط بها من ممارسات ضارة (زواج قسري، العنف ضد المرأة وارتفاع معدلات الانجاب)، بالإضافة إلى المعوقات المرتبطة بالأعراف الاجتماعية وديناميات النوع الاجتماعي وتمكين المرأة، فضلا عن التحديات المرتبطة بفجوة المعلومات نتيجة وجود قصور شديد في البيانات والمعلومات وإتاحتها في الدول العربية.
واوضحت أن المجلس العربي للسكان والتنمية عمل خلال الدورتين السابقتين على بلورة الاستراتيجية العربية للتخطيط السكاني لكي تمثل اطاراً مرجعياً للدول العربية يمكن من خلاله بلورة رؤية للمنطقة تستجيب للتحديات الإنمائية والديناميات السكانية وتساهم في تطوير خطط تنفيذية واستراتيجيات وطنية للسكان.
وأوضحت أن المجلس يسعى لمواكبة المستجدات والأولويات المطروحة على الساحة الدولية والعالمية ولعل ابرزها التغيرات المناخية، حيث يفرض التصاعد المتسارع لقضية التغير المناخي، ومظاهرها وتبعاتها المتعددة تحديات كبيرة على مختلف الفئات السكانية، وكذلك شيخوخة السكان كأحد الديناميات السكانية التي تلقى بتداعياتها على النمو الاقتصادي وما يترتب عليه زيادة الضغوط المالية والضغوط على الاقتصاد الكلي.
ودعت قطاع الاعلام وما لديه من تأثير إلى حشد التأييد ورفع الوعي لدى المجتمع بالقضايا السكانية المختلفة وتعزيز دور المجلس العربي للسكان والتنمية بالوصول الى كافة شرائح المجتمع، وخاصة ان هدفنا الأول والأخير هو "ان لا يتخلف احد عن الركب"