مقاتلو داعش يصدون هجمات فى العراق وسوريا وليبيا

حتى مع قيام القوات المدعومة دوليا فى تقطيع أوصال المناطق الواقعة تحت سيطرة داعش فى سوريا والعراق وليبيا، إلا ان مقاتليها أظهروا مرونة عنيدة هذا الأسبوع فى مواجهتهم الخسائر الأخيرة.

تعاملت قوات داعش مع النكسة المحرجة امام الجيش السورى فى الرقة، بهجوم مضاد سريع أجبر القوات الموالية للرئيس السورى بشار الأسد على التراجع.

جيوب المقاتلين المتطرفين شمال الفلوجة وغربها أوقفت تقدم قوات النخبة العراقية يوم امس الأربعاء، ما منعها من تحقيق تقدم كبير بعد نحو شهر من بدء الحكومة هجومها لاستعادة السيطرة على المدينة الواقعة غربى بغداد.

وفى معركة مدينة سرت الليبية، فوجئت القوات الموالية للحكومة والتى تحاصر معقل داعش هناك بتجدد الاشتباكات مع مقتل 36 شخصا، وفقا لمتحدث طبى.

وقبل أسبوعين فقط، عانى تنظيم داعش من العديد من النكسات فى الدول الثلاثة فى المنطقة حيث استولى التنظيم السنى المتطرف على مساحات شاسعة فى العراق وسوريا قبل عامين.

واندلعت معارك متأرجحة فى محافظة الرقة السورية، استعاد فيها مقاتلو داعش مناطق من القوات الحكومية يوم الثلاثاء. وقبلها بيومين، استولت القوات السورية ولفترة قصيرة على حقل الثورة النفطى وهددت باستعادة قاعدة الطبقة الجوية، والتى كان لها أن تفتح طريقا مباشرا امام القوات نحو الرقة.

وكانت الحكومة السورية قد اطلقت حملة اعلامية واسعة لاستعادة السيطرة على مدينة الرقة يوم الثانى من يونيو حزيران.

ويوم الأحد، تقدمت القوات مسافة ستة أميال نحو قاعدة الطبقة، الواقعة على مبعدة نحو 45 كيلومترا عن الرقة، التى تحظى بقيمة استراتيجية ورمزية للحكومة. وكان ذلك آخر موقع تسيطر عليه القوات الحكومية فى محافظة الرقة قبل ان يجتاحها مقاتلو الدولة فى اغسطس آب 2014 ما اسفر عن مقتل العشرات من الجنود السوريين المعتقلين فى مذبحة وثقها تنظيم الدولة على أشرطة فيديو.

فسر قائد ميليشيا موالية للحكومة تعرف باسم صقور الصحراء الانسحاب السريع للحكومة من أجزاء كبيرة من محافظة الرقة.

وقال العميد المتقاعد محمد جابر "من الضرورى أن نفهم أن (تنظيم الدولة) تبنى أساليب جديدة لقتال صقور الصحراء فى هذه المنطقة." وذكر فى منشور له على صفحته على فيسبوك يوم الثلاثاء أن المسلحين كانوا يرسلون مركبات محملة بالمتفجرات على الخط الموالى للحكومة، وتوقع أن تكون معركة الطبقة "قاسية وقوية".

وقدم نشطاء روايات متضاربة بشأن الضحايا المدنيين الذين قتلوا فى الغارات الجوية على مدينة الرقة، حيث تراوحت محصلة القتلى من 18 إلى 31. وأرقام الضحايا المتباينة أمر شائع فى تغطية الحرب الأهلية فى سوريا، وهى الآن فى عامها السادس.

قال النشطاء إن القوات الجوية السورية، بدعم من الطائرات الحربية من الحليفة روسيا، قصفت متطرفى داعش بعد الخسائر التى منيت بها الحكومة فى وقت سابق هذا الأسبوع.

كما قصف التحالف الذى تقوده الولايات المتحدة الرقة. وقال الكولونيل كريستوفر غارفر، المتحدث باسم التحالف فى بغداد، لأسوشيتد برس إن أربع غارات جوية نفذت يوم الثلاثاء قرب الرقة. واستهدفت وحدة تكتيكية تابعة لتنظيم الدولة بالإضافة إلى مركز مالى ومقر رئيسى ومنشأة نفطية، وفقا لغارفر. ولم يكن لديه تقارير بشأن الضحايا.

وقال جماعة ناشطة تعرف باسم الرقة تذبح بصمت إن ما لا يقل عن غارة جوية واحدة استهدفت حيا محببا بين "المقاتلين الأجانب" - المسلحين الذين سافروا إلى سوريا للقتال مع تنظيم داعش.

وفى شمالى سوريا، طوقت قوات كردية سورية مدعومة من الولايات المتحدة المسلحين فى بلدة منبج، وهى موقع حيوى يربط الحدود التركية بالرقة.

وفى الوقت الذى دخل فيه الهجوم العسكرى العراقى لاستعادة الفلوجة شهره الثانى الأربعاء، استمرت الاشتباكات فى محاولة لطرد مسلحى داعش من الأحياء المحاصرة.

ودخلت القوات الخاصة العراقية وسط المدينة الأسبوع الماضى واستعادت مجمعا حكوميا ومستشفى مركزيا. وقال المسؤولون إنهم لا يزالون يعملون لتأمين المنطقة.

وفى المستشفى المركزي، حذر أحمد أحمد من أن أجزاء فقط من الطابق الأول طهرت تماما من القنابل محلية الصنع، لأن الفرق المتخصصة فى إبطال مفعول المتفجرات تعانى عجزا فى الإمدادات، لأن معظمها ينتشر لمساعدة الجنود على الخطوط الأمامية.

أضاف أحمد أن قواته لم تنفذ عمليات تفتيش وبحث من منزل لمنزل فى المبانى المحيطة، لاسيما مسجد الخليفة بطول الطريق السريع الرئيسى للفلوجة.

وفى السياق ذاته، قال أحمد "حتى الآن، نركز على تطهير الطرق"، مضيفا أن العملية المضنية لتفتيش المبانى ستحتاج إلى مزيد من الجنود وهناك مخاطر من سقوط عدد أكبر من الضحايا.

والجمعة، قال رئيس الوزراء العراقى حيدر العبادى إن الفلوجة "عادت إلى حضن الدولة"، مشيرا إلى أن جيوب تنظيم الدولة المتبقية "سيتم تطهيرها فى غضون ساعات.

ومع ذلك، استمرت الاشتباكات مع المسلحين المتحصنين فى الأحياء السكنية كثيفة السكان بطول الحافة الشمالية للمدنية.

وقال التحالف الذى تقوده الولايات المتحدة الثلاثاء إنه تم تطهير ثلث الفلوجة فقط، مشيرا إلى أن الأجزاء الأخرى لا تزال فى تنازع.

وأفاد قادة عراقيون بأن 80 بالمائة من المدينة تحت سيطرتهم الآن.

يشار إلى أن الفلوجة هى أول المعاقل المتبقية للتنظيم فى العراق.

وفى أوج قوتها، سيطر التنظيم على ثلث البلاد، لكن سلسلة الخسائر الإقليمية تركت جيوبا فقط فى شمال وغرب العراق خاضعة لسيطرة التنظيم.

وفى مدينة سرت الساحلية الليبية، اندلعت معارك ضارية مع المسلحين، ما أسفر عن مقتل 36 من رجال الميليشيا الموالين للحكومة المدعومة من الأمم المتحدة.

ومنذ مايو ، تقاتل الميليشيات فى محاولة لاستعادة السيطرة الكاملة على سرت، آخر معقل لتنظيم داعش فى هذا البلد الواقع فى شمال إفريقيا.

وبعد تقدم سريع فى المدينة، تباطأت الميليشيات جراء سلسلة التفجيرات الانتحارية التى ينفذها التنظيم.

بالإضافة إلى مقتل 36 من عناصر الميليشيات، معظمهم فى إطار نار مباشر، أصيب نحو 140 آخرون، حسبما أفاد المتحدث باسم مستشفى مصراتة عبد العزيز عيسى.

يختبئ المقاتلون فى مقارهم فى مركز واغادوغو للمؤتمرات مترامى الأطراف الذى شيده الديكتاتور الليبى الراحل معمر القذافى.

يشار إلى أن سرت هى مسقط رأس القذافى والتى فر إليها خلال الحرب الأهلية التى اندلعت عام 2011، عدما أجبره متمردون ليبيون مدعومون من طائرات حلف الناتو الحربية على الفرار من العاصمة طرابلس.




الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;