رائحة كريهة خرجت من شقة بعقار سكنى مكون من 5 طوابق بمنطقة الطالبية، كانت كفيلة لأن تُثير الشك والريبة لدى الجيران، وفى ظل عدم رؤيتهم مستأجر الشقة منذ فترة طويلة، وافتقادهم لأى وسيلة تواصل معه، اتخذوا قرارا حاسماً بكسر الباب واقتحام الشقة؛ لاستطلاع الأمر، وبغير قليل من التردد نفذوا خطتهم، وفور دخولهم إلى المنزل كانت المفاجأة.
دخل الجيران إلى المنزل، وفور وصولهم إلى غرفة النوم، وجدوا مستأجر الشقة ملقى على السرير وغارقاً فى دمائه، هولهم مشهده، لم يكن أحد منهم يتوقع أن "م" والذى يعمل موظفا بإحدى الشركات، والذى استأجر تلك الشقة السكنية منذ أقل من أربعة أشهر فقط، سينتهى به الحال بتلك الطريقة، ترددت على أذهانهم العديد من الأسئلة، من قتله؟ ولماذا؟ وما الدافع؟ وكيف دخل منزله؟.
لم يعط الجيران متسعا من الوقت لتفكيرهم ليشرد بعيداً أكثر من ذلك، واتصلوا على الفور بأجهزة الأمن التى حضرت فور تلقيها البلاغ، لتبدأ مع جهات التحقيق رحلة كشف غموض مقتل "م"، حيث أجرى رجال المباحث فحص سريعاً للمنزل، وتبين من خلاله اختفاء بعض متعلقات المجنى عليه، "حافظة نقوده"، و"هاتفه المحمول"، و"اللاب توب" الخاص به، وهو ما نبههم إلى إمكانية أن يكون الدافع وراء القتل هو السرقة.
انتقل فريق من محققى النيابة العامة بجنوب الجيزة، وعلى رأسهم المستشار أحمد هشام وكيل أول النائب العام، والذى ناظر جثمان المجنى عليه، وتبين له من خلال المناظرة، أنه رجل فى العقد الرابع من عمره، يرتدى ملابسه كاملة، ومصاب بقطع فى شريان اليد، وجثته ملقاة على سرير غرفة نومه، وعليه أصدر قراراً بتشريح جثمانه وطلب تقرير الصفة التشريحية.
كان العميد عبد الحميد أبو موسى رئيس مباحث قطاع غرب الجيزة، تلقى بلاغا من جيران المجنى عليه يفيد عثورهم على جثته، حيث كسروا باب شقته وعثروا عليه مفارقا الحياة بغرفة نومه، وحرر محضر بالواقعة، وأخطر اللواء هشام العراقى، مدير أمن الجيزة، واللواء إبراهيم الديب، مدير الإدارة العامة للمباحث وباشرت النيابة التحقيق.