واشنطن تبدأ فصلا جديدا مع كوبا بزيارة من أوباما لهافانا

تعتبر العلاقات بين الولايات المتحدة الأمريكية ودول أمريكا اللاتينية غير جيدة منذ قرون ومتوترة لفترات طويلة، ولكن الآن تقوم واشنطن بتحسين علاقاتها مع كوبا والأرجنتين ، فى حين أن العلاقات مع فنزويلا وبوليفيا لا تزال متدهورة، ففى الوقت الذى تبدأ فيه الولايات المتحدة الأمريكية فصل جديد من إقامة علاقات مع كوبا وذلك من خلال الزيارة غير المسبوقة للرئيس الأمريكى باراك أوباما إلى كوبا فى مارس الجارى لدعم المصالح والمبادئ الأمريكية ومساعدة الشعب الكوبى ، تتدهور العلاقات بشكل كبير مع فنزويلا وذلك بعد إعادة فرض عقوبات على 7 مسئولين كبار عام آخر.

زيارة أوباما يزور الرئيس الأمريكى باراك أوباما كوبا فى يومى 21 و22 مارس، وهى الأولى لرئيس أمريكى منذ عام 1928، وأكد أنه رغم أن التغيير لن يحدث فى كوبا بين ليلة وضحاها، إلا أن انفتاح الجزيرة سيعنى مزيدا من الفرص والموارد للكوبيين العاديين، مضيفا "أعتقد أن أفضل طريقة لدعم المصالح والمبادئ الأمريكية، وأفضل طريقة لمساعدة الشعب الكوبى فى تحسين حياته هى عبر إقامة علاقات مع هذا البلاد، وتطبيع العلاقات بين حكومتينا وزيادة الاتصالات بين شعبينا".

ومنذ توليه الرئاسة، رأى أوباما أن إقامة علاقات مع كوبا سيساعد التغيير بشكل أكبر بعد نصف قرن من الحظر والعزلة، ولذلك فإنه قام فى ديسمبر 2014 بإعلان محادثات تقارب مع الرئيس الكوبى راؤول كاسترو، وتمت إعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين فى يوليو 2015.

مباراة البيسبول وزيارة أوباما لم تنحصر فقط على الجانب السياسى ولكن أيضا الرياضى حيث إنه سيحضر مباراة استعراضية للعبة البيسبول فى العاصمة الكوبية هافانا يوم 22 مارس، كما أنه من المقرر أن يتوجه أوباما وزوجته ميشيل إلى كوبا فى 21 - 22 مارس ثم يواصلان رحلتهما إلى الأرجنتين فى 23 - 24 مارس. وسيكون أوباما أول رئيس أمريكى يزور كوبا منذ 88 عاما.

وكان بن رودس، المتحدث باسم مجلس الأمن القومى الأمريكى، قال "صياغة سياسة جديدة تجاه كوبا تعنى علاقات أكثر قوة بين الكوبيين والأمريكيين - جميعا نتقاسم حب البيسبول".

وكانت الولايات المتحدة قد قطعت علاقاتها مع كوبا عام 1961 أثناء الحرب الباردة وفرضت حظرا واسع النطاق على البلاد.

وأوضح المتحدث باسم البيت الأبيض جوش أرنست أنه "خلال هذه الزيارة ينوى الرئيس مقابلة معارضين سياسيين، وسيتم تحديد لائحتهم من قبل البيت الأبيض"، وأكد أرسنت أن أوباما لن يسمح بتدخل الحكومة الكوبية فى لقاءاته مع المعارضين، موضحا أن وزير الخارجية جون كيرى سيرافق الرئيس فى الزيارة .

وتتبع كوبا نظام الحزب الواحد، حيث سيطر الحزب الشيوعى على النظام السياسى فى البلاد منذ بداية ستينيات القرن الماضى، وفرضت الولايات المتحدة حصارا اقتصاديا على هذه الدولة منذ ذلك الوقت.

ومن ناحية آخرى رحبت كوبا بزيارة الرئيس الأمريكى وقال خوسفينوى فيدال رئيس قسم الولايات المتحدة فى وزارة الخارجية الكوبية إن "الرئيس الأمريكى أوباما ضيف مرحب به"، مضيفا "سيتم استقبال الرئيس الأمريكى فى كوبا بطقوس رسمية تليق بمكانة الدولة"، مشيرا إلى أنه سيتم استقبال الرئيس والوفد المرافق له بما يليق بمكانتهم.

واعتبر مجلس الكنائس فى كوبا أن زيارة أوباما، أول رئيس أمريكى إلى كوبا فى 88 عاما، "خطوة مهمة الى الامام" فى تطبيع العلاقات، والتى يمكن أن تؤثر بشكل إيجابى البلدين وفى جميع أنحاء أمريكا اللاتينية، وقال "كثير من الكنائس البروتستانتية والإنجيلية الكوبية ورثة لعمل المبشرين والكنائس الأمريكية، وأصبحت المؤسسات "جسر الصداقة" بين الكوبيين والأمريكيين للبحث عن تطبيع محتمل بين البلدين ".

ومن ناحية آخرى فقد اتهم الرئيس الفنزويلى نيكولاس مادورو الولايات المتحدة بسعيها إلى القضاء على حكومات بعض دول أمريكا اللاتينة وتعميم نموذج التطور النيوليبرالى على القارة برمتها.

وأشار مادورو إلى هجمات دائمة تشنها واشنطن على الرئيس البوليفى إيفو موراليس الذى يواجه حملة لتشويه نتائج الاستفتاء حول إدخال تعديلات على دستور البلاد تمكن الرئيس ونائبه من إعادة انتخابهما لفترتين متتاليتين،وأكد مادورو أن اليمينيين فى أمريكا اللاتينية الذين يقفون إلى جانب الامبراطورية الأمريكية الشمالية لا يتمسكون بقواعد اللعب ويشكلون تهديدا للاجتماعية التقدمية".

وأضاف مادورو أن "الولايات المتحدة التى تقود حربا قذرة على أمريكا اللاتينية، ترغب فى حلول ليل نيوليبرالى مظلم وطويل فيها وفى دول البحر الكاريبى مجددا" ، معربا عن عن تضامنه مع موراليس ووصفه بأشرف الزعماء فى تاريخ بوليفيا.

ويشار إلى أن غالبية سكان بوليفيا صوتت ضد التعديلات، وفق ما جاء فى بيانات عن النتائج الأولية للاستفتاء البوليفى بشأن إجراء تعديلات على الدستور، فقد بلغت نسبة المعارضين لها 57% مقابل تأييد 34.42، وكان الرئيس موراليس أعلن فى وقت سابق أن السلطات ستعترف بالنتائج مهما كانت.

وبالمثل فإن مسئولى أمريكا اللاتينية والكاريبى وعلى رأسهم رئيس نيكاراجوا دانيال أورتيجا اتهموا الولايات المتحدة بالتحامل على فنزويلا وقال إن الأمريكيين أعلنوا عمليا الحرب ضد هذه الدولة، وأوضح أثناء حفل جرى فى كراكاس فى 5 مارس لإحياء ذكرى الرئيس الراحل هوجو شافيز" هم يتهمون فنزويلا بأنها تمثل خطرا على أمن الولايات المتحدة، وهذا يسمى إعلان حرب، وهو أمر جدى مثل الحصار المفروض على كوبا". فنزويلا وأعادت الولايات المتحدة فرض عقوبات ضد 7 شخصيات رفيعة فى فنزويلا، وأثار القرار الأمريكى ردود فعل ساخطة فى فنزويلا وبعض دول أمريكا اللاتينية، وقالت وزيرة الخارجية الفنزويلية ديلسى رودريجيز أن بلادها ستعيد النظر فى علاقاتها مع واشنطن، كما أعلن النائب الأول لرئيس مجلس الدولة فى كوباميجيل دياز كانيل أنه يجب على الولايات المتحدة إلغاء هذه العقوبات، وشدد على أن فنزويلا لا تهدد أى أحد.

وقال رئيس بوليفيا، إيفو موراليس، أن هذا القرار يعتبر "قلة احترام"، نحن لدينا ثورات ديمقراطية وسلمية"، و"هناك أشكال أخرى من الصراع." وأشار الرئيس السلفادورى، سلفادور سانشيز سيرين، كان الرئيس الفنزويلى هوجو شافيز زعيم أبدى دائما له "الحب والإيمان فى النضال "، وقال أن "الحديث عن شافيز حديث عن الحياة والأمل، فهو يمثل روح أولئك الذين يؤمنون التضامن بحدة الشعوب، ونضالهم من أجل الفقراء والضعفاء".




الاكثر مشاهده

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

;