أغلقت المتاجر الكبرى والمطاعم والوجهات السياحية أبوابها فى جميع أنحاء الصين، حيث بدأت الشركات العالمية تشعر بآثار انتشار فيروس كورونا القاتل خاصة فى مدينة وهان، بحسب ما نشرته شبكة CNN الأمريكية.
وتسود حالة من القلق فى إدارة تلك الشركات والمطاعم العالمية من احتمالية أن تطول فترة تعليق عملها، حيث تقول الشركات إنها تتبع تصريحات المسئولين المعنيين بالأمر حيث مددت بكين بالفعل عطلة رأس السنة القمرية الجديدة من 30 يناير إلى 2 فبراير لمحاولة منع انتشار الفيروس، وصرح مسؤول حكومى للصحفيين الاثنين أن السلطات تدرس تمديدًا آخر.
وفى ضوء تصريحات المسئولين اتخذت بعض الشركات العالمية تدابير للوقاية من خطر انتشار فيروس كورونا القاتل.
وأعلنت شركة ستاربكس خلال عطلة نهاية الأسبوع عن إغلاق المتاجر وتعليق خدمات التوصيل فى مدينة ووهان مركز انطلاق المرض ومقاطعة هوبى حيث تدير سلسلة القهوة 90 متجرا فى المقاطعة الصينية الوسطى وفقا للموقع الرسمى للشركة.
وكما يتم إغلاق مطاعم KFC وPizza Hut فى مدينة ووهان حتى إشعار آخر وتقول الشركة المالكة للعلامتين التجاريتين Yum China (YUMC) إنها ستواصل تقييم الحاجة إلى إجراءات إضافية وأغلقت ماكدونالدز مطاعم فى ووهان وأربع مدن أخرى فى هوبي.
وأغلقت ديزنى (DIS) حدائقها فى شنجهاى وهونج كونج بينما كانوا يستعدون للدخول على احتفالات راس السنة القمرية فيما أسماه "عام الفأر" حيث جهزت ديزنى مسرحية عن عام الفأر الصينى وضعت زخارف صينية جديدة تحت عنوان السنة الجديدة فى جميع أنحاء الحدائق، وأطلقت بضائع جديدة وأدخلت العديد من خيارات تناول الطعام فى السنة القمرية الجديدة.
وفى نفس السياق تستعد الشركات فى ووهان لمواجهة مخاطر تبعات الاغلاقات حيث قالت رينو (RNLSY)، واحدة من العديد من شركات صناعة السيارات التى لديها مصنع رئيسى فى المدينة إنها "تدرس بعناية" فكرة تمديد الاغلاق لمصانعها التى كانت مغلقة بالفعل لقضاء العطلات.
أعقبت بيجو (PUGOY) يوم السبت أنها ستعيد موظفيها المغتربين وعائلاتهم من "منطقة ووهان"، واضافت "فى الوقت نفسه، تم تعبئة المجموعة وشريكها الصينى لتنفيذ اجراءات لرعاية الموظفين الصينيين فى مشروعهم المشترك."
وقال جود بلانشيت، رئيس قسم الدراسات الصينية فى مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية بواشنطن، إن انتشار فيروس كورونا "ربما يكون أسوأ وقت بالنسبة للصين، واضافت فى تصريحات خاصة لشبكة سى ان ان الامريكية ان السنة القمرية الجديدة هى أكبر حدث اقتصادى منفرد فى الصين حيث يتم إنفاق 150 مليار دولار خلال العام الماضى، وبالتالى فإن الآثار الاقتصادية قد تكون كبيرة.
ومن جانبه قال ليو شياو مينج نائب وزير النقل الصينى للصحفيين يوم الأحد، إن العدد الإجمالى للرحلات التى تمت فى جميع أنحاء الصين يوم السبت، وهو اليوم الأول من السنة القمرية الجديدة، انخفض بنسبة 30% مقارنة بالعام الماضى، وأضاف أن السفر بالطائرة والقطار انخفض بأكثر من 41%.
كما أعلنت سلاسل الفنادق الكبرى من ضمنها IHG وMarriott وAccor إنها ستتنازل عن رسوم الإلغاء حتى 8 فبراير للحجوزات فى الفنادق فى الصين وخارجها.
وقال مشغلو الخطوط الجوية مثل (CPCAY) وQantas (QABSY) أنهم سيقدمون مبالغ كاملة للركاب المسافرين من وإلى الصين من 24 يناير حتى نهاية فبراير.
وفى نفس السياق أكبر وكالة سفر فى الصين CTrip، الأسبوع الماضى إنها ستقدم للعملاء إلغاء مجانى لجميع الفنادق وخدمات تأجير السيارات وتذاكر المعالم السياحية فى ووهان حتى 31 يناير.
وتأتى التحديات فى قطاع الأعمال فى الوقت الذى تضرب فيه وتيرة النمو الاقتصادى فى الصين أدنى مستوياتها التاريخية، وما زالت البلاد تعانى من آثار الحرب التجارية مع الولايات المتحدة حيث دفع انتشار فيروس كورونا القاتل فى ووهان الناس بالفعل إلى تجنب الخروج وهو ما يعتبر ضربة كبيرة لقطاع الخدمات، الذى يمثل الآن حوالى 52 % من الاقتصاد الصيني.