عانت أستراليا، خلال الشهور الماضية من النفيض الكامل في حالة الطقس، حيث شهدت البلاد نهاية العام الماضى ومطلع العام الجارى، سلسلة قوية من الحرائق المدمرة، والتي قضت على الأخضر واليابس، حيث اجتاحت هذه الحرائق أرجاء أستراليا وكان لها تأثيرا بالغا على الحياة البشرية وكذلك الغابات والحيوانات.
وأودت الحرائق المروعة في أستراليا، بحياة 33 شخصا وما يقدر بمليار حيوان ودمرت أكثر من 2500 منزل وأحرقت أكثر من 28 مليون فدان من الأراضى فضلا عن تهجير آلاف المواطنين منذ شهر سبتمبر الماضى.
وعقب ذلك دخلت أستراليا فى دوامة مرعبة من التقلبات الجوية الشديدة، حتى ضرب إعصار "داميان" غرب البلاد، وتعرض إقيلم "نيو ساوث ويلز" إلى أشد الأمطار هطولا، منذ 20 عاما، والتى بسببها حذرت السلطات الأسترالية من فيضانات قوية، ومع استمرار التقلبات الجوية، فإن أستراليا تعانى من أسوأ الظروف الجوية فى وقت قصير جدا.
ومن المشاهد التى تظهر خطورة الحرائق، مقطع فيديو مخيف يصوّر سرعة انتشار "رياح الحرائق" فى أستراليا، أن كل ثانية مهمة عندما يتعلق الأمر بالهروب الآمن وتجنب التعرض للعاصفة النارية العنيفة. وتكشف اللقطات، التي صُوّرت قبل بضعة أسابيع بالقرب من مدينة Shoalhaven الساحلية في نيو ساوث ويلز، طواقم فرقة Dunmore Rural أثناء التأهب لاقتراب رياح من اللهب عبر غابة ولاية كوروان.
ومع تحول الطقس في استراليا من النقيض للنقيض، ضربت عواصف رعدية وفيضانات أجزاء من الساحل الشرقي في أستراليا، في وقت لا زالت فيه البلاد تكافح قرابة 100 حريق غابات لتكون بذلك استراليا عانت خلال شهور قليلة من جحيم نارى بسبب الجفاف لتجد نفسها بعده مباشرة أمام أمطار وفيضانات غزيرة، حيث هطلت أكبر كمية أمطار خلال نحو 20 عاما على قطاع كبير من المناطق التي اجتاحتها حرائق الغابات في شرق أستراليا، لتخمد بعضا من أخطر الحرائق وتخفف عن المزارعين الذين يكافحون الجفاف منذ فترة.