قالت صحيفة الجارديان البريطانية أن الولايات المتحدة والعالم بأكمله تغير كثيرا بسبب أزمة وباء كورونا التي تخيم على الجميع لكن حرب ترامب على وسائل الإعلام ظلت ثابتة بل زادت، وهو ما يمكن تفسيره أنها علامات على قائد يتحمل الكثير من الضغط ولم يكن مستعدا له.
كان مهاجمة وسائل الإعلام من ضمن أساسيات الهوية السياسية لترامب حيث نشر انتقادات ومصطلحات مثل "عدو الشعب" ولكن عندما أجبر، بعد أسابيع من الإنكار على قبول حجم أزمة كورونا حاول ان يبدأ الأمر بصورة قاتمة للأوضاع في أمريكا مما جعله يحاول أن يفتح صفحة جديدة قائلا يوم الأحد: "أعني ، حتى وسائل الإعلام أكثر عدالة. لن أقول كل ذلك ، لكن لا بأس. يجب أن يكونوا عادلين لأنهم يريدون أن ينتهي هذا".
ولكن بمجرد أن تبدأ الأسئلة الصعبة، يعود ترامب إلي حسابه على تويتر ليدون كلمات مثل: محارب، ساخط، مزعج، مستاء من أي شخص لديه الجرأة لاستخراج التصريحات السابقة أو الاستعلام عن فشل إدارته في الاستعداد للازمة، ومن ضمن الأسئلة التي تبدو بريئة: "ماذا تقول للأميركيين الذين يشاهدونك الآن وهم خائفون؟"
لكن يأتي رد ترامب غير متوقعا يهاجم فيه المراسل قائلا: "أقول إنك مراسل فظيع. هذا ما أقوله ".
وموقف آخر حينما سأله كبير مراسلي شبكة ABC الإخبارية عن حصول المرضى التي تحتاج حالتهم الصحية لجهاز تنفس صناعي، قال ترامب ساخرا: "هل تظن نفسك ظريفا؟! كان لدينا نظام اختبار سيئ. كان لدينا نظام مخزون سيئ، لم يكن لدينا شيء في نظام المخزونات، لذلك لن أقول لي ما تقوله - كما تعلم، مثل كونك رجل حكيم. "
ثم جاء جدال يوم الأحد مع مراسل PBS مستفسرا عن ملاحظات ترامب على قناة فوكس نيوز عندما قال أن ولاية نيويورك تبالغ في عدد أجهزة التنفس التي ستحتاجها.
قال ترامب: "لماذا لا تتصرف بشكل إيجابي أكثر؟ وتعلم ماذا؟ لهذا السبب لم يعد أحد يثق بوسائل الإعلام"
وأوضح المراسل سؤاله قائلا أنه يريد معرفة تأثير الأمر ليس إلا، لكن هاجمه ترامب قائلا: "معذرة. لم تسمعني. لهذا السبب كنت تعمل لصحيفة التايمز والآن تعمل مع شخص آخر. انظر ، دعني أقول لك شيئاً: كن لطيفاً. لا تهدد ".
ولم تكن هذه الحادثة الأولى، ففي 13 مارس، عندما سأل نفس المراسل لماذا ألغى ترامب فريق الأزمات قي مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض قبل عامين ، قال: "حسنًا ، أعتقد أنه سؤال سيء".
ويوم الاثنين عندما سأله جيم أكوستا من CNN عن تصريحاته السابقة التي تقلل من خطر الفيروس وتسأل: "ماذا تقول للأمريكيين الذين يعتقدون أنك أخطأت هذا ؟ "
انفجر ترامب غاضبا بشكل مفاجئ وقال "لهذا لم يعد الناس يريدون الاستماع إلى شبكة سي إن إن بعد الآن". "... بدلاً من طرح سؤال سيء ومثير مثل هذا ، يجب عليك طرح سؤال حقيقي."
تاريخ ترامب مع وسائل الإعلام ملئ بالمشادات حيث وصف في تغريدة على تويتروسائل الأعلام الأمريكية بأنها مزيفة، قائلا:" أشاهد واستمع إلى وسائل الإعلام المزيفة، CNN وMSDNC وABC وNBC وCBS وبعض من FOX، يتوسلون بحماقة وغباء أن يكونوا صحيحين سياسياً، ونيويورك تايمز وواشنطن بوست، وكل ما أراه هو كراهية لى بأي ثمن ألا يفهمون أنهم يدمرون أنفسهم؟"