خطة برازيلية صارمة لحماية غابات الأمازون لإنقاذ "رئة العالم"

في سياق سعيها لتدارك ما تعانيه غابات الأمازون وغطاءها النباتي والشجري من استنزاف مركب، بفعل تضافر العوامل البيئية الناجمة عن ظاهرة التغير المناخي، مع العوامل البشرية المتجسدة في تجارة قطع الأشجار وتدمير المساحات الخضراء، لتحويلها لمشروعات استثمارية سياحية وصناعية، وتهجير سكان الأمازون المحليين والاستيلاء على أراضيهم...أطلقت البرازيل خطة لحماية غابات الأمازون، بهدف وقف قطع الأشجار تماما بحلول عام 2030، في 9 ولايات بحوض الأمازون، بمساحة تبلغ 5 ملايين كيلومتر مربع. ووعد الرئيس البرازيلي لويس لولا دا سيلفا، بتطبيق خطة أمنية صارمة لوقف الانتهاكات البيئية، متعهدا بالمضي قدما في وقف إزالة أشجار الغابات بشكل عام، وتحديدا في الأمازون، بوصف ذلك في صلب سياسة البلاد حاليا. وجاء الإعلان عن الخطة بعد نحو عامين على انضمام البرازيل لاتفاق ضم 140دولة، بهدف وقف إزالة الغابات على مستوى العالم. وتقوم الخطة على أساس التزام بجدول زمني يضمن حماية الغابات، وفقا لنظام عقوبات صارم، وأسند تنفيذ سياسة حماية الأمازون إلى 12 وزارة، حتى نهاية ولاية الرئيس الحالي لولا دا سيلفا، عام 2027. وقال دا سيلفا، إن الخطة ستتم من خلال المراقبة بالأقمار الاصطناعية حتى تتمكن السلطات من تحديد المخاطر البيئية والاستجابة لها بسرعة، مضيفا أنه سيتم تطبيق خطة أمنية صارمة بالشراكة مع حكومات ولايات الأمازون لمكافحة الاحتلال غير القانوني للأراضي والتعدين، وقطع الأشجار والصيد غير المشروع في أراضي السكان الأصليين. ويتطلع مناصرو حماية البيئة والمؤسسات الدولية المعنية، إلى هذه الخطة البرازيلية، بتفاؤل وحماسة كونها قد تحدث نقلة نوعية في الأمازون أكبر غابة استوائية مطيرة في العالم، والتي توصف بأنها متنفس الكوكب. ويحذر خبراء البيئة من أن غابات الأمازون التي تقع نسبة 60 بالمئة منها في الأراضي البرازيلية، مهددة بخطر الاندثار خلال عقود قليلة فقط، في حال عدم تدارك ما يحل بها من تدمير ممنهج ومتسارع بفعل تضافر العوامل الطبيعية والبشرية السلبية، من قطع واستنزاف لأشجارها ونباتاتها واستثمارها بطرق مضرة بالبيئة، إلى الجفاف والحرائق بفعل الاحتباس الحراري، والارتفاع غير المسبوق في معدلات درجات الحرارة. وقال عضو الاتحاد العالمي لحفظ الطبيعة أيمن هيثم قدوري، في حديث مع موقع سكاي نيوز عربية: إن غابات الأمازون تلعب الدور الأهم في حفظ الاستقرار البيئي على الكوكب، نظرا لمساحتها الشاسعة التي تقدر بحوالي 7 مليون كيلومتر مربع، تشترك 8 دول من قارة أميركا الجنوببة في تكوينها. وأضاف " هذه الغابات هي رئة الكوكب وأكبر رقعة تصريف لغاز الاحتباس الحراري الأول غاز ثنائي أوكسيد الكاربون، فضلا عن مساهمتها بانتاج قرابة 20 بالمئة من الأكسجين على سطح الأرض، ناهيك عن ما تحتويه من تنوع بايولوجي بضمها قرابة 10 بالمئة من الأحياء على الأرض، ولاكثر من 20 مليون نسمة من السكان الأصليين للأمازون". وتابع "يقع الجزء الأكبر منها في البرازيل، ما يجعلها المسؤولة الأكبر عن توفير الحماية لبيئة الأمازون، مطلقة سابقا الكثير من الحملات الهادفة لحماية غابات الأمازون ومنع عملية قطع الأشجار وتهجير السكان الأصليين، لكن لم تفلح أي من هذه الحملات. وقال "على العكس كانت التشريعات تذهب في جهة والسلطات التنفيذية في جهة معاكسة، وتغض النظر عن تجاوزات كبرى الشركات العاملة في مجال استثمار خشب الأشجار المعمرة، وذلك في عهد الرئيس السابق بولسونارو، الذي لطالما انتهك المواثيق الدولية وتجاوز على الاتفاقيات المعنية بحماية الطبيعة. حيث شهدت الأمازون في عهده أعنف انحدار لها من حيث انتشار الحرائق وترخيص شركات خاصة لاستثمار خشب الغابات وقطع الأشجار، فضلا عن السماح لهذه الشركات بإنشاء فرق لتهجير السكان الأصليين للأمازون بغية استملاك أراضيهم من الحكومة. وأشار إلى أن الرئيس الحالي لولا دا سيلفا كانت ولا زالت مواقفه داعمة لحماية البيئة والطبيعة، لكنه لم يتمكن بعد من تنفيذ أي من طموحاته ومشروعاته في هذا الصدد، ومن هنا تكتسب خطة 2030 أهميتها... فالبرازيل ملزمة بتنفيذ اتفاقية وقف إزالة الغابات وتدهور الأراضي، وعكس هذا المسار بحلول عام 2030 والموقعة في قمة غلاسكو COP26، لكن بعد عام واحد فقط على قمة غلاسكو، أكد تقرير "تقييم التقدم الجماعي نحو الأهداف المتعلقة بغابات العالم" الصادر عن لجنة مؤتمر الأطراف، لتقييم ما تم الاتفاق عليه بقمم المناخ، أنه لا يوجد أي مؤشر عالمي يدل على التزام الدول الموقعة على اتفاقية حماية الغابات، مشيرا لارتفاع كبير في وتيرة ازالة الغابات تحديدا في الأجزاء البرازيلية من غابات الأمازون. ولفت إلى أن حماية غابات الأمازون في البرازيل أمر معقد نوعا ما، بسبب سطوة وقوة الكثير من الشركات الخاصة التابعة لجماعات ورجال أعمال ومراكز قوى لا يعنيها الشأن البيئي، بقدر استنزاف الموارد الطبيعية والتنافس الاقتصادي الذي يكون في بعض الأحيان تحت ظل حماية الحكومات المحلية. وتغطي غابات الأمازون مساحة 5.5 مليون كيلومتر مربع، وتعرف بلقب "رئة الأرض" لأنها تنتج أكثر من 20 بالمئة من الأكسجين في العالم، وفيها 10 بالمئة من الأنواع الأحيائية المعروفة وهي الأكثر تنوعا حيويا على الأرض، ويوجد فيها حوالي 16 ألف نوع من الأشجار و390 مليار شجرة. وتضم محميات حوض الأمازون الطبيعية ربع مخلوقات الأرض، إضافة إلى 300 ألف نوع من النباتات و2500 نوع من الأسماك و1500 من الطيور و500 نوع من الثدييات، و2.5 مليون نوع من الحشرات. ويعيش فيها بين 400 - 500 قبيلة من السكان الأصليين نحو 50 منها لا اتصال بينها مع السكان الخارجيين. وتشكل مزارع الأبقار نحو 70 بالمئة من قطع الأشجار في الأمازون، فمنذ 1970 تم تدمير نحو 800 ألف كيلومتر مربع من الغابات المطيرة في الأمازون بسبب قطع الأشجار. ويعيش قرابة 30 مليون نسمة في منطقة الأمازون، وتحتوي على 20 بالمئة من المياه العذبة في العالم.



الاكثر مشاهده

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

;