طهران تشعل فتيل الفتنة المذهبية في المنطقة .. وتوجه الايرانيين للحج في كربلاء العراق بدلا من مكة المكرمة.. للمرة الاولى

كأنهم يتبعون دينًا جديدًا، حولوا قبلة المسلمين من مكة المكرمة إلى كربلاء بالعراق ،حيث ضريح الحسين، فعلوا جرمًا محرمًا يحاسب من يفعله حساباً شديدًا من الله، فلا يملك حق تبديل القبلة إلا الله، فهو من استجاب لنبيه المختار "محمد" صلى الله عليه وسلم، عندما رأى تقلب وجهه فى السماء، حين كان يولى وجهه شطر المسجد الأقصى بفلسطين، فأمره الله عز وجل بتحويل القبلة إلى المسجد الحرام بمكة المكرمة، أما حالياً فقد منعت السلطات الإيرانية مواطنيها من التوجه إلى أداء مناسك الحج فى السعودية لأسباب سياسية، منعوا فريضة الله التى فرضها على المقتدرين من المسلمين جميعًا ولا تسقط عنهم إلا بعدم الإستطاعة.

الحج هذا العام، من غير الإيرانيين بأوامر سياسية بحتة، وكأنهم يقولون لهم إذا ذهبتم إلى مكة احترقتم بنيراننا، وإذا اخترقتم كربلاء اقتربتم من قلوبنا، هذا لسان حال طهران بعد تشديد الأوامر على مواطنيهم ومنعهم جبرًا من أداء مناسك الحج هذا العام، بل الأدهى من ذلك هو توجه حشود غفيرة من الحجاج الإيرانيين إلى مدينة كربلاء فى العراق، لأداء ما أسموه الحج، ليعلنوا أنه البديل أمامهم لإتمام الفريضة، متناسين قول الرسول "محمد" صلى الله عليه وسلم "الحج عرفة" وأنه ركن الحج الأكبر.

مئات الآلاف من الحجاج الشيعة الإيرانيين توجهوا إلى مرقد الإمام الحسين فى كربلاء العراق، إحدى أهم المدن المقدسة لدى الشيعة هناك.

غياب الحجاج الإيرانيين عن أداء مناسك الحج هذا العام جاء نتيجة للأزمة السياسية التى وقعت بين السلطات الإيرانية والسعودية، حيث أعلنت طهران قبل موسم الحج بثلاثة أيام أن حجاجها لن يتوجهوا إلى السعودية، بسبب عدم التوصل مع الرياض إلى اتفاق بعد عام على التدافع الذى وقع بـ"منى" أودى بحياة آلاف الحجاج.

بل إن الأمر تعدى منع إيران حجاجها من الذهاب لأداء فريضة الحج فى السعودية إلى تحذير السلطات الإيرانية مواطنيها من التوجه إلى المملكة للحج عبر دولة ثالثة.

كما دعا عدد من علماء أهل السنة فى إيران بتدويل شؤون الحج، بمشاركة الدول الإسلامية فى إدارة الشعيرة.

فى المقابل سارعت السعودية إلى الرد على الادعاءات الإيرانية، مؤكدة فى بيان صدر عن وزارة الحج أن "وفد شؤون الحج الإيرانى رفض التوقيع على محضر الاتفاق لإنهاء ترتيبات حج هذا العام معللاً ذلك برغبته فى عرضه على مرجعيتهم، مصراً على منح التأشيرات لحجاجهم من داخل إيران".

بيان وزارة الحج السعودية أكد أيضاً أن من بين المطالب الإيرانية لأداء حجاجهم مناسك الحج هذا العام، هو السماح لهم بإقامة ما يسمى "دعاء كميل ومراسم البراءة من المشركين ونشرة زائر"، وهو ما يعيق حركة بقية الحجيج من دول العالم الإسلامى بحسب رؤية الرياض.

أما عن المشاعر التى تصر السلطات الإيرانية إقحامها فى مطالبها لإرسال حجاجها إلى السعودية، فلا يعرف عنها المذهب الشيعى شيئًا، حيث لا يوجد فيه من الأساس ما يسمى بمراسم "البراءة" التى يجريها الشيعة الإيرانيون خلال طقوس شعائر الحج، بل بدعها مؤسس الجمهورية الإسلامية الخمينى، ليأخذ الحج لدى شيعة لإيران بعدًا سياسيًا، زاعمًا أن البراءة من قوى الشرك العالمية ركن من أركان الحج لا يصح دونه.

هذه المراسم يقوم بها الشيعة الإيرانيون فى عرفات، حيث يطلقون خلالها الصيحات المنددة بالولايات المتحدة وإسرائيل، كما يلقى ممثل الولى الفقيه فى بعثة الحج خطبة للمرشد الأعلى "على خامنئى"، على حجاجهم، تكون ذات طابعاً سياسيًا بالأساس، حيث تحولت مراسم البراءة إلى تظاهرات، خلال موسم الحج عام 1987، وأدت إلى صدامات دامية، بعدما وقعت اشتباكات بين البعثة الإيرانية، وقوى الأمن السعودية، أسفرت عن سقوط المئات بين قتيل وجريح.

أما الأزمة الأخيرة بين البلدين، فقد بدأت بعد حادث تدافع الحجاج العام الماضى فى مشعر "منى" بالقرب من مكة المكرمة، وراح ضحيته عدد من الحجيج بينهم 450 إيرانيًا، اتهمت بعده طهران الرياض بأنها غير مؤهلة لتنظيم الحج، كما زاد من حدة الأزمة بين البلدين، مهاجمة عدد من الإيرانيين السفارة السعودية فى طهران، احتجاجًا على إعدام رجل الدين الشيعى المعارض نمر النمر، ما أدى إلى أن اتخذت الرياض قرارًا فى يناير الماضى بقطع جميع العلاقات التجارية والاقتصادية مع طهران، ومنعت الرحلات الجوية بين البلدين.

كما وجهت السلطات السعودية أكثر من مرة تهمًا إلى الإيرانيين بالتدخل فى الشؤون العربية وخاصة اليمن والعراق والبحرين ولبنان، وهو ما أدى إلى تفاقم الأزمة التى لا تكاد تطفأ نيرانها بين البلدين.

من جانبه علق عميد كلية الشريعة والقانون الأسبق وعضو مجمع البحوث الإسلامية الدكتور حامد أبو طالب على ذهاب الحجاج الإيرانيين إلى كربلاء بدلاً من مكة لأداء فريضة الحج، قائلاً إن هذا يعد تبديلاً في دين الله.

وأضاف أبو طالب في تصريحات خاصة لـ "انفراد" أن الحجاج الشيعة الإيرانيين سيلقون الجزاء الشديد من الله، كونهم أتبعوا أهواءهم وبدلوا الوقوف بعرفة بالذهاب إلى مدينة كربلاء العراقية، مشددًا على عدم وجود نص قرآني أو حديث نبوي شريف يجيز ما فعله الحجاج الإيرانيون، من عدم الوقوف بعرفة أو الذهاب إلى مشعر "منى" أو أداء بقية المشاعر والإنتقال إلى مكان آخر بدلاً عنها.

وجدد أبو طالب تأكيداته بأن ذلك لا يعد حجًا ولا يمكن أن تكون كربلاء بأي حال من الأحوال بديلة عن مكة، مشددًا على أنهم يبدلون بذلك ركنًا أساسياً من أركان الإسلام.

وأشار عميد كلية الشريعة والقانون الأسبق وعضو مجمع البحوث الإسلامية الدكتور حامد أبو طالب إلى أن ذهاب الحجاج الشيعة الإيرانيين إلى كربلاء يعد استخدام للدين لمصلحة السياسة ، مبيناً أنه لا يجوز اقحام الدين في السياسة والعكس، لما له من أضرار بالغة.

الأزمة الحالية بين إيران والسعودية لم تكن جديدة وليست وليدة اللحظة الآنية، فمنذ إندلاع الثورة الإسلامية الإيرانية فى 1979، والعلاقات بين البلدين تشهد توترًا ملحوظًا، وتقلبات حادة، حيث تم قطع العلاقات رسمياً خلال الفترة من 1987 إلى 1991، بسبب المواجهات الدامية التى وقعت بين الحجاج الإيرانيين والقوات السعودية خلال موسم الحج لهذا العام، فهل يكون الحج ساحة حرب باردة جديدة تشنها طهران ضد السعودية كل عام تحت ادعاءات زائفة؟






الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;