قالت صحيفة "نيويورك تايمز"، إن فوز دونالد ترامب فى انتخابات الرئاسة الأمريكية قد بدأ يؤثر بالفعل على الأسواق والعملات وسياسات الحكومات مع رهان العالم على الكيفية التى سيغير بها ترامب القواعد.
وأوضحت الصحيفة أنه بعد أيام من انتخاب ترامب، أعلن مدير التخطيط فى مدينة القدس انتهاء عصر تعليق بناء مساكن جديدة لليهود فى الأحياء المثيرة للجدل بسبب الاعتراضات الأمريكية.
وفى الأسبوع الماضى، تقدم بخطة لبناء 500 مسجد كدفعة من آلاف سيتم بنائها. وأصر مكتب العمدة على أن التوقيت من قبيل الصدفة وأن القرار ليس سياسيا، إلا أن رئيس التخطيط أوضح أنه رأى "ضوء أخضر"، للمضى قدما مع فوز ترامب.
وهو ما تسميه الصحيفة "بتأثير ترامب". فحول العالم، أدى انتخابه بالفعل إلى تشكيل الأحداث أو على الأقل تصوير إعادة تشكيلها، على الرغم من أنه لن يتولى مهام منصبه رسميا قبل سبعة أو ثمانية أسابيع. فالشركات التى تأمل الاستفادة من سياسات ترامب الاقتصادية شهدت ارتفاعا لأسهمها. والدول التى تخشى موقفه المعادى للتجارى قد شهدت تراجع قيمة عملاتها أمام الدولار. وتقوم الحكومات بإعادة ضبط سياساتها الخاصة بالتجارة والدفاع والهجرة.
وتتابع الصحيفة قائلة إن سلوك الأسواق العالمية تجاه ترامب كان متفاوتا.. فأمس الاثنين، تراجعت الأسهم قليلا وارتفعت أسعار السندات، بما يشير ربما إلى درجة من الحذر بعد الارتفاع فى سوق الأسهم عقب الانتخابات.
ورأت نيويورك تايمز إن رد الفعل المختلط لكثير من الأسواق يعكس حالة من عدم اليقين بشأن الرئيس الجديد الذى لم يتولى منصبا عاما من قبل أبدا، مما جعل القادة السياسيين والمدراء التنفيذيين والمؤسسات الدولية تراهن على الكيفية التى سيعيد بها إدارة ترامب كتابة القواعد التى حكم العلاقات العالمية فى ظل حكم الرؤساء الأمريكيين من كلا الحزبين.
ونقلت الصحيفة عن إيفو دالدر، سفير الولايات المتحدة السابق لدى الناتو، والذى يترأس حاليا مجلس شيكاغو للعلاقات العالمية، قوله إنه بالنسبة للحلفاء والخصوم على حد السواء، يمثل انتخاب دونالد ترامب احتمالا للتخلى عن الالتزام الأمريكى الذى دام عقودا للحفاظ على النظام العالمى.