قال المحلل السياسى والمستشار الرئاسى السابق ديفيد جرجن لـCNN إن اتهامات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، للإعلام بتجاهل الهجمات الإرهابية "يهدد بتفكك الديمقراطية"، لأنها تتسبب فى اختلال الثقة بين الشعب والمؤسسات.
ونقلت صحيفة الجارديان عن جرجن، والذى كان مستشارًا لأربع رؤساء أمريكيين، قوله أن اتهام ترامب للصحافة هو أحد أسوأ مزاعمه، موضحًا أن معنى هذا الاتهام أن الصحافة لا تقوم بما عليها لأن لها أجندة سياسية ولا تريد للناس أن يعرفوا خطورة الإرهاب وأنها تنفذ أجندة يسارية، واصفا هذه التأويلات بالخاطئة.
وقال إن المزاعم: "تسيء لكرامة الرئاسة وأعتقد أنها تمزق النسيج الذى يجمعنا معا كشعب، عندما لا نستطيع الثقة فى بعضنا البعض، فلا يمكننا الوثوق فى البيت الأبيض، وهو يقول لنا ألا نثق فى الصحافة، إن هذه هى الطريقة التى تتفكك بها الديمقراطيات".
وقالت ليندسى وولترز، متحدثة البيت الأبيض، فى رسالة إلكترونية نقلتها الصحيفة البريطانية: "إن الأمر وما فيه أن هذه الهجمات الإرهابية منتشرة للغاية فى هذه المرحلة حتى أنها لم تعد تثير تغطية شاملة كما كان الحال من قبل".
وأضافت: "إذا ألقيت نظرة قبل سنوات قليلة، كان أى من هذه الهجمات ليكون فى كل مكان فى كل وسيلة إعلامية، والآن هى تحدث فى أحيان كثيرة بمعدل أكثر من مرة كل أسبوعين وفقا للقائمة، فالشبكات (الإعلامية) لم تعد تكرس لكل واحد منهم نفس المستوى من التغطية كما كان فى السابق".
وتابعت وولترز: "لا يمكن أن نسمح أن يكون هذا أمرا عاديًا، والرئيس مثلا لن يشعر بالرضا حتى يكون الشعب الأمريكى أكثر أماناً وأمنا بكثير".
وقالت الصحيفة، اليوم الثلاثاء، إن البيت الأبيض قام بتوزيع قائمة من 78 حادث إرهابى بدعوى أنها لم تحظ بتغطية صحفية كافية، منها هجمات باريس فى نوفمبر 2015 وهجمات سان برناردينو فى ديسمبر 2015 وحادث الدهس فى نيس الفرنسية فى يوليو 2016.
وأكدت الجارديان أن الهجمات المذكورة فى القائمة تلقت اهتماما إعلاميا كبيرا فى الغرب، وجميعها بين سبتمبر 2014 حيث أصيب ضابطين فى ملبورن بأستراليا وديسمبر 2016 حيث تم دهس 12 شخصًا فى برلين حتى الموت، وتجاهلت القائمة هجمات إرهابية عديدة فى الشرق الأوسط.
وتأتى القائمة بعد تصريحات ترامب أمام قادة الجيش فى فلوريدا، أمس الإثنين، بأنه حدثت هجمات فى جميع أنحاء أوروبا ولكن "فى العديد من الحالات، لا تريد الصحافة المخادعة أن تغطيها.. لديهم أسبابهم، وأنتم تفهمون ذلك".