طارق إمام: رواية "سيدة الزمالك" درة "العشماوى" والتاريخ لا يتمتع بقداسة

قال الكاتب طارق إمام، إن أقل ما يمكننا أن نصف به رواية "سيدة الزمالك" للكاتب أشرف العشماوى، هى أنها درة فنية، أثبت من خلالها قدرته ومهارته على تناول الأحداث التاريخية وإعادة تفكيك للتأكيد على أن التاريخ لم يعد مقدسًا، وأنه قابل للتأويل ولا توجد حقيقة مطلقة. جاء ذلك خلال الندوة التى عقدت مساء اليوم، السبت، لمناقشة وتوقيع رواية "سيدة الزمالك" للكاتب أشرف العشماوى، والصادرة عن الدار المصرية اللبنانية للنشر، فى القاهرة، وناقش الرواية الكاتب طارق إمام، وأدار الندوة، الناشر محمد رشاد، رئيس مجلس إدارة الدار المصرية اللبنانية للنشر. وحضر الندوة التى عقدت فى مقر مكتبة القاهرة الكبرى، فى الزمالك، عدد كبير من الأدباء والمثقفين، من بينهم الكاتب الكبير إبراهيم عبد المجيد، والدكتور عماد أبو غازى، وزير الثقافة الأسبق، والكاتب وحيد الطويلة، والشاعر أحمد الشهاوى، والناشر شريف بكر، والشاعر والصحفى سيد محمود، والكاتبة ضحى عاصى، وعدد كبير من جمهور وقراء أشرف العشماوى. وفى بداية حديثه قال الكاتب طارق إمام، إن الوسط الثقافى يعانى من أزمة حقيقة تتعلق بالكتاب العرب أنفسهم، على اختلاف الكتاب الأجانب، وتتمثل فى أنه إذا ما ظهر لهم كاتب ما تنتشر أعماله وتحقق رواجا ستجدهم يتحسسون مسدسهم، وفى هذه الحالة، يبحثون عن أسباب نجاحه، ويقومون بقراءة أعماله، وإذا ما اكتشفوا أنه يستحق هذا النجاح، ففى هذه الحالة سيتحدثون عن شخص آخر يمجدونه بينهم على المقاهى. وقال طارق إمام، إننى أرى أن أشرف العشماوى مثال للكاتب المصرى النموذجى؛ فهو لديه قارئ حقيقى، وهناك نوعين من القراء، قارئ هاوى وهو ما نستهدفه، وقارئ فئوى وهو كاتب أيضا، مضيفًا: وفى الحقيقة منذ أن أصدر "العشماوى" روايته الأولى وأنا أتابع أعماله وخط صعوده، حتى قرأت له روايته "تذكرة وحيدة للقاهرة" ومن هنا حرصت على أن أكون متواجدًا فى كل ندوة تتعلق به. ورأى طارق إمام أن رواية "سيدة الزمالك" تسمح بقراءات عديدة، ولها أبواب ومداخل متعددة، وأول تحدى فيها هى أنها رواية تقوم بعملية مسح لسبعين عاما من التاريخ المصرى وتنتهى فى التسعينيات وهى سنة ذات دالة، ولهذا أتسأل: كيف يمكن من حادثة عابرة أن تفتح أبواب السرد على تاريخ سبعة عقود وربما أكثر من تاريخينا، هذا التحدى الكبير يتمثل من الغلاف البوليسى الذى أراد منه "العشماوى" أن يفتح هذه الفترة الزمنية الكبيرة التى تعامل معها بفنية شديدة جدًا. طارق إمام: "سيدة الزمالك" رواية أصوات وهى أفضل تمثيل لسؤال الديموقراطية وأوضح الكاتب طارق إمام أننا فى رواية "سيدة الزمالك" أمام رواية أصوات، خمس أصوات تتناول الحدث من وجهة نظرها، ورواية الأصوات هى أفضل تمثيل لسؤال الديمقراطية، حتى لو لم تأخذ الأصوات نفس المساحة، إلا أن كل شخصية تتحدث عن نفسها. كما أنها تؤكد أنه لا توجد حقيقة مطلقة أو حقيقة واحدة، وأن كل شىء قابل للشك. وتساءل طارق إمام عن شخصية أحد أبطال الرواية، والذى بنى تاريخه على الدم، ولا توجد مرة واحدة يراجع فيها نفسه عن جرائم القتل، ألا يذكرنا هذا بشخصية ماكبث فى رائعة شكسبير، كما أن لدينا ليدى ماكبث إلا أن هناك العكس فى هذه الرواية التى تتحول إلى شخصية تراجيدية بتوجيهات من شقيقها، وهو ما يثرى الرواية. ورأى طارق إمام أن أشرف العشماوى كاتب يجيد التقاط الحوادث التاريخية ويلعب دور المحقق فيها، فيمزج بين ما هو تاريخى مع ما هو تخييلى، فلا يمكن الفصل بينهم، مثل الشخصيات المتخيلة التى تلتقى بأسماء تاريخية نعرفها، تجعلنا لا نملك القدرة على الفصل بينهم، ونكاد نؤمن بأن هذه الشخصيات المتخيلة هى ابنة الواقع. طارق إمام: الرواية أصبحت تنظر للتاريخ باعتباره قصة تحتمل أكثر من رؤية وأوضح طارق إمام أن فن الرواية فى العالم أصبح ينظر للتاريخ والوقائع كقصة، وكل من ينظر لهذه الوقائع هو صاحب رؤية، وبالتالى وأصبح التاريخ بلا قداسة فى العالم إلا لدينا نحن أصبح "تابوه" لا يجوز المساس به، وهذا أيضا ما يجيده "العشماوى" من حيث تفكيك هذه النظرة، فأصوات الرواية المتعددة جعلتنا فى لعبة "بازل" و"كولاج" نكمل من خلال المتابعة حقب الزمنية. أشرف العشماوى: "سيدة الزمالك" جاءت لى أثناء مراجعة "تذكرة وحيدة للقاهرة" وأوضح الكاتب أشرف العشماوى، أن فكرة رواية "سيدة الزمالك" جاءته فى مارس أو أبريل 2016، حينما كان يراجع رواية "تذكرة وحيدة للقاهرة"، وفى ذلك الوقت وقع تحت يديه أوراق قضية مقتل رجل الأعمال اليهودى الإيطالى شيكوريل، وفيها 4 متهمين، كان من بينهم شخص مجهول لم يتم التوصل له وهو ما لفت نظره. وتابع "العشماوى" بعد ذلك حكى لى أحد الأصدقاء عن سيدة تعيش فى الزمالك، إلا أنها لا تشبه سكانه، وهو ما أدهشنى، حتى رأيت هذه السيدة، بنفس الشكل الذى رسمته فى الرواية ورأيت عرجها أثناء مشيها. ورأى أشرف العشماوى أنه من السهل جدًا أن ينقل الكاتب التاريخ للرواية تمامًا كما فعل جورج زيدان، مضيفًا: ولكننى لا أفضل هذا، ومن هنا فأنا أخذ من الواقع وهو ما أشبهه بـ"العجينة" لأضع عليه الخيال، ولهذا سيجد القارئ أن الشخصيات التاريخية فى رواياتى ثانوية، على عكس الشخصيات الأخرى المتخيلة. أشرف العشماوى: نحن لا نقرأ التاريخ ونكرر نفس الأخطاء حتى اليوم وأوضح "العشماوى" سر اهتمامه بالكتابة عن التاريخ، حيث رأت أننا للأسف الشديد لا نقرأ تاريخينا، وبالتالى لا نتعلم منه، ونعيد نفس الأخطاء، حتى يومنا هذا. وعلق "العشماوى" على أسلول كتابته قائلا: أعتمد على المشهدية وليس صحيحًا بأننى أكتب بأسلوب السيناريو ولا أعرف كيف أكتبه.








الاكثر مشاهده

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

;