"لقد كانت خطيئتى الكبرى ولا تزال أننى غير امتثالى"، هكذا وصف الكوميديان الإنجليزى الشهير تشارلى شابلن، نفسه ببضع كلمات، بعد رحلة كبيرة من العطاء الفنى، استطاع أن يشكل الرجل ظاهرة ملفتة للنظر إلى أبعد الحدود فى مرحلة مهمة جداً من تطور المجتمع.
تشارلى شابلن والذى حقق صيتا واسعا فى زمن الأفلام الصامتة، ليصبح أيقونة فى جميع أنحاء العالم من خلال شخصيته الشهيرة "المتشرد، الصعلوك أو المتسَكِّع"، ويعتبر من أهم الشخصيات فى تاريخ صناعة السينما، ورغم ما يملك من رصيد هائل من الأفلام وصلت لأكثر من 40 فيلميا سينمائيا، إلا أن ذلك لم يشفع له ليحصل على واحدة من أهم وأرفع الجوائز العالمية وهى جائزة الأوسكار كأحسن ممثل.
لكن التكريم من الجائزة العالمية لـ"شابلن"، كان فخريا فقط، حيث كرم فى الحفل الأول للجائزة الذى أقيم عام 1929، بالجائزة الفخرية "للبراعة والعبقرية فى التمثيل والكتابة والتوجيه وإنتاج السيرك"، كما حاز على الجائزة عام 1972، عن كل أعماله، ومشواره الفنى الكبير، ولم يتمالك النجم نفسه بمجرد صعوده على المسرح وغرقت عيناه بدموع الفرح والشكر والامتنان وأخذ يردد: "أشكركم أنتم حضور طيب".
كما فاز بجائزة الأوسكار لأفضل موسيقى تصويرية عن فيلمه الشهير "أضواء المسرح" عام 1973 علما بأن الفيلم من إنتاج عام 1952 ويعزى ذلك إلى أن الفيلم حين عرض فى عام 1952 لم يستوف الشروط المطلوبة لتأهيله للترشيح لأنه لم يعرض لمدة أسبوع كامل فى إحدى دور السينما بمدينة لوس أنجلوس فى ذلك العام، إلا انه استوفى ذلك الشرط بعد 20 عاما.
الطريف وربما المُحزن أيضا هو أن الجائزة الأولى والتى حصل عليها "شابلن" عام 1929، تمت سرقتها عام 2015، أى بعد 86 عاما من حصوله الجائزة، حيث أوردت صحيفة "لو باريزيان" أنه تمت سرقة جائزة الأوسكار الفخرية التى تلقاها "شارلى شابلن" فى أولى دورات الأوسكار، وهى عبارة عن تمثال مغلف بطبقة من الذهب من عيار 24، يمثل فارسا فوق بكرة سينمائية، حيث تقدر قيمته بمليون يورو، من داخل مبنى إحدى الشركات السينمائية فى باريس، واكتفى السارقون بتلك الأشياء تحديداً، مما يدل على أنهم يعرفون قيمتها وخططوا للعملية بكل دقة.