العنصرية.. كلمة السر وراء فوز رينى لودج بلقب مؤلفة أفضل كتاب غير العالم

"لماذا لم أعد أتحدث إلى الناس البيض حول العرق".. كتاب استحق أن يفوز بلقب أفضل كتاب من قبل كاتبة غير العالم، خلال أسبوع الكتاب الأكاديمى، الذى دشن استفتاء إلكترونيا على موقعه، على مدار خمسة أيام، بموجبه، فازت الكاتب الصحفية البريطانية ذات الأصول النيجيرية رينى إددو لودج، بهذا اللقب، متصدرة على 19 كتابا يبلغ عمر أحدهم 200 عاما. فى كتاب "لماذا لم أعد أتحدث إلى الناس البيض حول العرق"، الصادر عن دار بلومزبرى، عام 2017، تتحدث رينى إددو لودج، عن فارق بسيط فى قضايا العنصرية، وتحديدًا، بين أصحاب البشرة البيضاء، والسمراء، ذلك التصنيف العنصرى الذى لا يخضع للإحصائيات والدراسات، ويتجاوز مفهوم الأبيض والأسود ويصبح علما يرفرف فوق رؤوس مجموعة من الناس يميزون أنفسهم عن الآخرين، وتحديدًا فى ظل الأجواء السياسية مثل الانتخابات. فى عام 2014، طرحت رينى إددو لودج سؤالاً أصبح فيما بعد هو عنوان كتابها، على مدونتها الشخصية، وقررت أن تتحدث هنا، هنا فى المدونة، لا مع الأشخاص مباشرة، لتروى لكل من يقرأ سواءً أكان من أصحاب البشرة البيضاء أم السوداء. تقول رينى إددو لودج: لقد كتبت من قبل عن إنكار أصحاب البشرة البيضاء حول المفهوم الأعمق لقضايا العرق السياسية، إلا أننى فى كل مرة كنت أجد أن هناك محاولات تبدو متأصلة لإخفاء هذا، ولذلك لم أعد أستطع التحدث مع الناس البيض عن العرق أكثر بسبب هذا الإنكار الذى يبدو واضحا من ردود أفعالهم اللامبالاة. فمن يريد حقا أن يتم تنبيهه لنظام هيكلى يستفيد منه هو على حساب الآخرين؟. ولهذا لم يعد بإمكانى إجراء هذه المحادثات أو الاستمرار فيها، لأننا غالبًا ما نأتى إليها من أماكن مختلفة تمامًا. فلا يمكننى إجراء محادثة معهم حول تفاصيل مشكلة إذا لم يدركوا وجودها من الأساس. أيضًا، فإن ما كان يمنعنى من التحدث مع أصحاب البشرة البيضاء، هو أن هناك أمر خطير، يتشكل عندما تتصاعد حدة المناقشات، وتظهر ملامح الغضب والسخط بسبب رفضهم لمحاولات الفهم، ومن هنا فإنهم يستغلون استعاراتهم العنصرية المحتجزة عن السود الغاضبين الذين يشكلون تهديدًا لهم. لسلامتهم. لذلك أنا لم أعد أتحدث إلى الناس البيض عن العرق. ليس لدى قدر كبير من القوة لتغيير طريقة العالم، ولكن يمكننى وضع الحدود. يمكننى إيقاف الاستحقاق الذى يشعرون به تجاهى وسأبدأ ذلك عن طريق إيقاف المحادثة. استعدت فى نفسى سلسلة من التعليقات العنصرية المعتادة. لكن الاستجابة كانت مختلفة بشكل كبير لدرجة أنها أدهشتنى. نقول لأنفسنا إن الناس الطيبين لا يمكن أن يكونوا عنصريين. يبدو أننا نعتقد أن العنصرية الحقيقية لا توجد إلا فى قلوب الأشرار. نقول لأنفسنا أن العنصرية تدور حول القيم الأخلاقية ، عندما يتعلق الأمر بدلاً من ذلك باستراتيجية بقاء السلطة النظامية. عندما تصوت نسبة كبيرة من السكان التى تحتشد خلف السياسيين وبخاصة تلك التى تستخدم العنصرية بشكل صريح كأداة للحملة، نقول لأنفسنا إن مثل هذه الحشود الضخمة من الناخبين لا يمكن أن تكون عنصرية ببساطة، لأن ذلك سيحولهم إلى وحوش بلا قلب. لكن هذا لا يتعلق بالأشخاص الجيدين والسيئين. تشير رينى إددو لودج إلى أن هناك أدلة كثيرة تثبت أن فرص حياتك تعوقك إذا كنت أسودا فى بريطانيا. بين عامى 2010 و2011، وجدت وزارة التعليم أن تلميذاً أسود فى إنكلترا كان أكثر عرضة بثلاث مرات للإقصاء الدائم من المدرسة، مقارنة بسائر طلاب المدرسة. كان من غير المرجح أن يتم قبول خريجى المدارس السود فى جامعة روسل جروب عالية المستوى من نظرائهم البيض. ومن الوقائع التى تعتمد عليها فى كتابها أنه فى عام 2009، وجدت دراسة أجرتها وزارة العمل والمعاشات أن طلبات الحصول على وظائف لعدد من أرباب العمل المحتملين لم تعامل على قدم المساواة: تم استدعاء المتقدمين من أصحاب البشرة البيضاء لإجراء مقابلات أكثر بكثير من أولئك الذين لديهم سبر أفريقى أو آسيوى أسماء. وفى عام 2015، دعا تقرير من كلية لندن للاقتصاد إلى وضع حصص جنسانية فى جميع المناصب العليا العامة والخاصة. عندما أظهر استطلاع للرأى فى نفس العام أن أقل من 20٪ من كبار المديرين فى مدينة لندن كانوا من الإناث، بدأت النساء فى القطاع المالى فى المطالبة بالحصص لمعالجة المشكلة. وبالمثل، فى دراسة استقصائية أجريت عام 2013، أيد أكثر من نصف النساء العاملات فى مجال البناء - وكثير منهن يعملن من قبل الشركات التى تمثل النساء 10٪ فقط من القوة العاملة - فكرة نظام الحصص. جدير بالذكر أن اختيارات القراء، جاءت من القائمة التى ضمت 20 كتابا، وضعهم أسبوع الكتاب الأكاديمى على موقعه الرسمى، وكانت كالتالى: دفاعا عن حقوق المرأة لـ مارى وولستونكرافت، الخصى الأنثوى لـ جيرمين غرير، مشكلة النوع الاجتماعى: النسوية وتطهير الهوية لـ جوديث بتلر، الجنس الآخر لـ سيمون دى بوفوار، أعرف لماذا يغرد الطائر الحبيس لـ مايا أنجيلو، تقرير هايتى لـ شيرى هيت، حياة خالدة هنرييتا لاكس للكاتبة ريبيكا سكلوت، أليس أنا امرأة لـ بيل هوكس، لماذا لم أعد أتحدث إلى الناس البيض حول السباق للكاتبة رينى إددو لودج، لا شعار نعومى كلاين، الربيع الصامت لـ راشيل كارسون، مذكرات فتاة صغيرة لـ آن فرانك، فرانكشتاين لـ مارى شيلى، أنا ملالا لـ كريستينا لامب وملالا يوسفزى، المرأة والقوة لـ مارى بيرد، جين أير لـ تشارلوت برونتى، غرفة تخص المرء وحده لـ فيرجينا وولف، على التصوير لـ سوزان سونتاج، ليس للحرب وجه أنثوى لـ سفيتلانا أليكسييفيتش، أصولية الشمولية للكاتبة حنة آرنت.












الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;