أوجينى امرأة فائقة الجمال، صاحبة شخصية جذابة، فاتنة أبهرت معظم فنانى أوروبا، وهى زوجة نابليون الثالث إمبرطور فرنسا، والتى اكتسبت شهرتها وسط المصريين بحضورها حفل الافتتاح الأسطورى لقناة السويس إبان افتتاحها رسميا فى 1869.
الجميع يعرف تفاصيل الزيارة الأولى لأوجينى، والتى تحل اليوم ذكرى ميلادها الـ192، إذ ولدت فى 5 مايو 1826، ورحلت فى 11 يوليو 1920 عن عمر ناهز 94 عاما، بعدما جاءت إلى وقت الاحتفال بافتتاح قناة السويس، واستغل "إسماعيل" تلك المناسبة ليدعو زوجة الإمبرطور الفرنسى والذى قيل على أنه كان مغرما بها، وجهز لها مراسم استقبال أسطورى، والتى كلفت خزينة الدولة فى تلك الفترة أموالا طائلةأدت إلى تراكم الديون عليها فيما بعد.
لكن هل كان هذه زيارة أوجينى الوحيدة لمصر؟
الدكتورة رشا عدلى، فى كتابها "القاهرة (المدينة والذكريات)، تحكى تفاصيل زيارة أخرى لأوجينى لكن هذه المرة ليست كأمبرطورة لفرنسا، فبعد هزيمة زوجها فى الحرب السبعينية بين فرنسا وألمانيا، والتى أشارت أصابع الاتهام لها نظرا لدورها السياسى الكبير، ثار الشعب الفرنسى، ووصل الأمر إلى سرقة مجوهراتها وملابسها وحتى الأحذية من الخدم، فهربت من الأبواب الخلفية للقصر.
وقررت أوجينى زيارة مصر عام 1905، أى بعد 36 عاما كاملة من زيارتها الأولى لمصر، وحضرت متخفية، وأقامت فى فندوق سوفاى ببورسعيد عدة أيام، وذكرت الأميرة جويدان زوجة الخديوى عباس حلمى حاكم مصر آنذاك، أن أوجينى خلال زيارتها الثانية زارت زوجات الخديوى إسماعيل وقبر الخديوى إسماعيل فى مقبرة الملوك بجامع الرفاعى، والذى كان قد توفى قبل ذلك التاريخ بعشر سنوات، وبعدما ظلت فى مصر لفترة لم يوضحها الكتاب غادرت وبقيت أيامها الأخيرة فى إسبانيا قبل أن تموت هناك فى عام 1920.