حكاية مسجد.. جامع قوصون الذى سقطت مئذنته بمدافع الفرنسيين

فى شارع القلعة خارج باب زويلة، يقع جامع قوصون، بدأ عمارته الأمير قوصون عام 730 هـ، وكان موضعه دارًا بجوار حارة المصامدة، تعرف بدار أفوش نميلة، ثم عرفت بدار الأمير جمال الدين قتال السبع الموصلى، فأخذها من والده وهدمها وتولى بناءه، وأول خطبة أقيمت فيه يوم الجمعة من شهر رمضان سنة 730 هـ وخطب يومئذ قاضى القضاة جلال الدين القزوينى بحضور السلطان. وعقب فتح شارع محمد على، وضع على باشا مبارك، تصميمًا لتجديده شرعت وزارة الوقاف فى تنفيذه ولم تتم عمارته إلا فى عصر الخديوى عباس حلمى الثانى عام 1893م. ومسجد قوصون مبنى بالحجر من الداخل والخارج ويتكون من أربعة إيوانات يتوسطها صحن مغطى بقبة من الخشب منقوشة كما يعلو المحراب قبة. أما المحراب كما ذكر كتاب "مساجد مصر وأولياؤها الصالحون"، فمزخرف بالبوية الملونة، يجاروه مبنى من الخشب المجمع بأشكال هندسية وفى الإيوان الغربى دكة المبلغ وهى من الرخام، غير أن تصميمه وتفاصيله المعمارية لا تمت من الناحية الفنية بأية صلة إلى الجامع القديم. لم يبق من المسجد القديم إلا الباب البحرى، وهو مع ضخامته تسودة البساطة وتجاوره بقايا الزخارف والشبابيك الجصية التى تلاصق المسجد الجديد من بحرية، ولعلها جزء من الإيوان الشرقى للجامع القديم، وتدل هذه الزخارف على أن الزخارف الجصية كانت شائعة فى المسجد القديم. كان جامع قوصون كبيرًا كما وصفه ابن حجر العسقلانى وعلى ذلك يكون هذا الباب موصولا إلى ملحقات حول المسجد، مما يرجح أن المير قوصون لم ينشئ الجامع فى هذه المنطقة فقد بل أنشأ حوله منشآن أخرى داخلة فى حدوده لم يتعرض لذكرها واشتماله على منارتين يعزز أنه كان مسجدًا كبيرًا. وقد ذكر الجبرتى أنه فى آخر شعبان عام "1215 هـ ـ 1801م" سقطت منارة جامع قوصون، سقط نصفها الأعلى فهدم جانبًا من بوائك الجامع ونصفها الأسفل مال على الأماكن المقابلة له بعطة الدرب النافذ لدرب الاغوات ويرجح الجبرتى أن السبب فى سقوط هذه المئذنة يرجع إلى مدافع الفرنسيين عندما قصفوا مدينة القاهرة فى ثورة القاهرة الأولى ويكمل على مبارك قصة المنارة فيقول أن بقية المنارة قد اندثر عند فتح شارع محمد على سنة 1290 هـ "1873م". وقد اندثر معظم أجزاء جامع قوصون ولم يبق منه إلى اليوم إلا الأجزاء الآتية: بوايته الشرقية التى تقع فى شارع السروجية وقد نقش عليها اسم المنشئ وكذا تاريخ الإنشاء عام 730 هـ، كذلك لاتزال بقايا الباب الذى يقع فى الضلع الشمالى الذى يقع فى درب الأغوات. كما يحتفظ الجدار الشمالى بنوافذ ملئت بزخارف جصية جميلة أما باقى مبانى الجامع الحالى فكلها جديدة.














الاكثر مشاهده

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

;