بعد 22 سنة من عرض المسلسل.. الراية البيضاء تنبأت بتراجع دور المثقف أمام الجنيه

"ولا يا حمو التمساحة يلاااا".. كلمات رددتها القديرة الراحلة "سناء جميل" فى دور الحاجة "فضة المعداوى" على مدار 16 حلقة من المسلسل الأكثر مشاهدة وقتها "الراية البيضاء" الذى تم إنتاجه عام 1987 وكان أول بث له فى عام 1988، لينقل للشاشة قصة حقيقة كانت تدور حول الخلاف على فيلا أثرية بين تاجرة وأحد المسئولين السابقين، وتتنبأ أحداثه بالمستقبل الذى يواجه ذلك المسئول فى عصر الانفتاح وسيطرة المال على القيم والمبادئ وحتى التراث، مما يجعل هذا البطل الواقعى إلى رفع رايته البيضاء أمام سيطرة السلطة المتمثلة وقتها فى رأس المال. فأحداث المسلسل حقيقية وتمت للواقع بصلة، كما يقولون، واستطاع كاتبها العظيم "أسامة أنور عكاشة" أن يتوقع من خلالها سيناريو هدم فيلا "عثمان باشا محرم" الموجودة على كورنيش الثغر أمام ملهى "كوت دازور"، بعد 22 عاما من عرض المسلسل، حيث جاء الهدم تنفيذاً للقرار رقم 47 لسنة 2010، نتيجة لثغرة فى القانون وإصدار قرار الإزالة قبل قرار تصنيف الفيلا كونها أثرية. فاستطاع صناع العمل أن ينقلوا الواقع بصراعه كما هو وتمكن المخرج "محمد فاضل" فى أن يبث الروح فى شخصياته ليحولها من مجرد تيمات مكتوبة على ورق إلى شخصيات حقيقية لحم ودم، ليمتزج خيال القصة بالواقع وتنقل شخصية مثل "فضة المعداوى" جبروت تاجرة خردة حقيقية فى الإسكندرية مع بعض التعديلات البسيطة فى أبعادها الشكلية والاجتماعية، حيث قدمتها الدراما كتاجرة سمك متحكمة فى سوق السمك بالإسكندرية وطامعة فى الحصول على فيلا أثرية ربما للصعود بأبراج سحابية تزيد من اموالها أموالاً لتزيد من طغيانها وظلمها وتجبرها. ويقال إن الفنانة "سناء جميل" اندمجت فى هذه الشخصية إلى الحد الذى جعلها تعيشها فى واقعها خلف الكاميرات، ففى أثناء التصوير كانت شخصية حادة جدا قاسية فى التعامل مع زملائها على غير عادتها الودودة مع الآخرين، وظلت على هذا الشكل حتى بعد الانتهاء من التصوير، حتى تعافت مع الوقت من عدوى فضة المعداوى، الشخصية التى تركت بصمتها على الدراما التلفزيونية، وعلى الرغم من مرور 30 عام على عرض المسلسل، مازالت جملتها " ولا يا حمو التمساحة يلا" التى رددتها طوال الحلقات وخاصة فى الحلقة الاخيرة و"الإكو" أو التأثير الصوتى الذى ادخل عليها فى أخر مشاهد الحلقة يتردد فى أذننا ونتذكره جيدا. الممثلون جميعا كانوا أداة ناجحة جداً من أدوات المخرج ولا نستطيع أن نغفل أهمية كل من القدير " جميل راتب" الذى عرف بأدوار الشر، وكانت المرة الأولى له التى يتخلى فيها عن شخصية الفيلن، ويجسد دور السفير مفيد أبو الغار صدق فنى. أيضاً سمية الألفى بدور الصحفيه أمل صبور، هشام سليم بدور الفنان هشام أنيس، هادى الجيار بدور أستاذ الفلسفة العربى حنفي، فجميعهم قدموا ملحمة درامية سبقت الواقع وتنبأت بالمستقبل وجسدت تحكم رأس المال فى فترة زمنية تراجع بها دور المثقف أمام " الجنية".



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;