ثقافة ولا احتلال.. منشورات فرانكلين فى القاهرة متى وجدت ولماذا اختفت؟

فى عام 1952 اجتمعت مجموعة من ناشرى الكتب فى مدينة نيويورك من أجل إنشاء "منشورات فرانكلين"، والتى تعد واحدة من أهم مؤسسات النشر فى الولايات المتحدة الأمريكية. فى هذا الاجتماع، والذى كان مع بدء الحرب الباردة، قرر الناشرون مرة أخرى دعم الحكومة الأمريكية، من خلال توزيع منشورات فرانكلين الجديدة التى ستكسب القلوب والعقول فى جميع أنحاء العالم، جاء ذلك بحسب ما ذكر موقع smithsonianmag. وتم تمويل مشروع منشورات فرانكلين عن طريق جمع المال من الحكومة الأمريكية، وعملت لسنوات عديدة بشكل وثيق مع وكالة الولايات المتحدة للإعلام (USIA) لتعزيز القيم الأمريكية من خلال طباعة أعماله فى جميع أنحاء العالم، وتم عمل ضمان لحقوق الترجمة مع الناشرين الأمريكيين، وتنظيم العقود مع الناشرين فى البلدان المختلفة. واعتقد الناشرون فى البداية أن هذا يمكن أن يساعد فى تطوير أسواق عالمية حقيقية للكتب الأمريكية، لكن الحرب الباردة كانت نوعًا مختلفًا من الحروب، وسرعان ما وجد الناشرون أنفسهم متورطين فى وضع أكثر تعقيدًا. وتم بيع منشورات فرانكلين، بدلاً من توزيعها مجانًا، وافتتحت مكاتب لـ فرانكلين فى جميع أنحاء العالم، بما فى ذلك مصر وإيران ونيجيريا وإندونيسيا وباكستان وبنجلاديش وأفغانستان، وكانت تتم إدارة هذه المكاتب من قبل مثقفين درسوا فى الولايات المتحدة أو كانت لهم روابط أخرى هناك، واستخدمت هذه المكاتب معلمين محليين بارزين وشخصيات ثقافية من بلدانهم للمساعدة فى الترجمة، وفى الترويج لمنشورات فرانكلين. وكان مقر فرانكلين فى نيويورك، مع وجود عدد قليل من الموظفين الذين سافروا فى كثير من الأحيان إلى المكاتب الميدانية لتقديم المشورة والرصد. وكانت منشورات فرانكلين تركز على الأدب الأمريكى الكلاسيكى ونصوص قصصية تعتبر مفيدة للدول النامية، ولم تكن العديد من النصوص مجرد ترجمات مباشرة، ولكنها شملت أيضًا مقدمات مثقفة من قبل مفكرين بارزين، فى بعض الحالات كان يتم استبدال الأقسام بأكملها بمحتوى كتابى محلى، من ذلك إنتاج طبعات عربية وفارسية لمختارات إدوارد آر، كما تم تقديم رؤية الولايات المتحدة الأوسع نطاقاً لتعزيز الإسلام والعقيدة الدينية فى مواجهة عدم الصداقة مع الشيوعية. بالطبع فإن الذين عملوا مع فرانكلين آمنوا بقوة الكتب وقراءتها كوسيلة لخلق عالم أفضل، لكنهم اعتقدوا أيضاً أن اتباع نهج أكثر دقة لترويج الثقافة الأمريكية، كان أكثر فعالية من الدعاية الثقيلة "الحروب" وعندما أغلق مكتب فرانكلين فى القاهرة فى نهاية المطاف عام 1978، شعروا بالحزن، فقد تعرض مكتب فرانكلين لإطلاق النار فى مصر ممن رأوا أن الثقافة الأمريكية تشكل تهديدًا أساسيًا للثقافة العربية عندما تم بيع الكتب المستوردة التى تشكل ضغطا ضد صناعة ثقافية مصرية.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;