"مظاهرة الخسارة".. حكاية يوميات كتبها جندى إسكتلندى فى الحرب العالمية الأولى

فى دار مسنين فى مدينة غلاسكو بإسكتلندا، عاش الجندى الاسكتلندى صاحب البشرة السمراء"آرثر روبرتس"، ولكنه قبل وفاته عام 1982عانى من الزهايمر ولم يعد يتذكر أى شىء على الإطلاق، وقادت الصدفة وحدها بأن يتعرف عليه العالم كله من خلال مذكراته التى كتابها عام 1917، والتى تم العثور عليها عام 2004 عندما وقعت هذه المذكرات فى يد زوجين شابين أرادا أن يفصحو للعالم أجمع قصته، إضافة إلى أنهما عثرا أيضا على العديد من الرسائل والصور الفوتوغرافية الخاصة بـ "آرثر روبرتس" فى أحد المنزل التى اشتروها قبل بضع سنوات. وعلى الرغم من مرور قرن من الزمن، إلا أن الحرب العالمية الأولى لا تزال تحوى الكثير من الأسرار والمفاجآت التى تظهر لنا أشكال العذاب والدمار التى تعرض له الجنود كل يوم، وكان أخر المفاجآت التى أوضحت أهوال الحرب، ما حدث لـ"آرثر روبرتس"، وكان من الممكن أن لا يتعرف عليه أحد ولا يتذكره بسبب فقدانه للذاكرة، ولكن شاء القدر بأن يتعرف الناس عليه، جاء ذلك بحسب ما ذكر موقع "الجارديان" البريطانى. "آرثر روبرتس" كتبت يومياته على مدار عام واحد وهو 1917، وشرح بالتفصيل تجاربه فى الحرب والخسارة، والقصف الثقيل، والجثث المغطاة بالدم، ومن هم الرفاق الذين ودعوا أروحهم على يده. وما لا يعرفه الكثيرون، أنه لم يكن هناك أى جندى أسمر اللون مدرج فى مسيرة السلام فى يوليو 1919، وهو موكب انتصار أقيم فى لندن بمناسبة انتهاء الحرب، لذا فهو فى نظر العالم "ميت إكلينيكا" وهو لايزال على قيد الحياة وقتها. وقالت أليسون أونيل، أحد عمال الرعاية فى المنزل الذى قضى فيه آرثر آخر أيامه ، إنه شعر بالنسيان طوال الفترة التى أقيم فيها فى دار المسنين، كان يذهب ويجلس فى غرفته ولا يشاهد الاحتفالات على شاشة التليفزيون، ربما كان قد تعب من "مجد الحرب" و "الأكاذيب القديمة"، وربما الجرح أعمق. وأوضحت أليسون أونيل، أنها كان لديها إحساس حقيقى جداً بآرثر من قراءة مذكراته - عن لطفه ، وتعاطفه، وروحه، وكبريائه، الطرق التى تعامل بها مع الأهوال التى شاهدها، مضيفة أننا يجب أن نتذكر الجنود الذين يشبهون "آرثر" والذين يعرفون كل نوع من أنواع الخسارة. ففى إحدى المراحل يكتب "آرثر"، "الموتى كانوا كثيرين جداً كان من المستحيل المضى قدما بدون المشى عليهم". وتضمت اليوميات التى كاتبها "آرثر"، قصيدة شعرية، بعنوان " مظاهرة الخسارة" حيث قال: -هو فقد الحفلة، أم الحفلة هى التى فقدته -وجاءت قائمة الخسائر كل ليلة تقريبا -هو بالفعل فقد ابتسامته، وعاطفته -كيف فى كل ليلة، أو تحت ضباب الصباح فقد وجه - كيف للأميال تتهادى لتجعله فى قائمة الخاسرين -كان يعرف وجه الخسارة كما يعرف بلده -كان يعرف صوت الضياع، والعبوس الغريب -كان يعرف الطريقة التى سقط بها شعره، والطريق الذى يقع فيه -كان يعرف الخسارة، كان فى بلدة الخسارة -ومن يعرف من أين أتى ، أو من أين سيذهب.



الاكثر مشاهده

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

;