قرأت لك.. صرعى التصوف يسأل: لماذا قتل المتصوفة فى الإسلام؟

يمثل التصوف فى العالم الإسلامى أحد السبل المهم لفهم التاريخ الممتد منذ أكثر من 1400 عام، لأنه يجمع بين الدينى والحياتى، وهذا ما حاولت توضيحه أسماء خوالديه فى كتاب "صرعى التصوف" الذى صدر عن منشورات ضفاف. ويقول الكتاب "أن تقترن التجربة الصوفية بالرياضات والمجاهدات والسياحات فذلك من بداهة الأمور، أما أن تقترن بسيف الشريعة تقتيلا وتنكيلا، فذلك مما أربك الأفهام قديما وحديثا". ويضيف الكتاب "غير أنه أنى تقبلنا معانى كلمة "صريع" أكانت محمولة على دلالة الحب أو الدم أو السيف أو العشق، فذلك كله اشتملت عليه المحنة الصوفية عند كل من الحلاج وعين القضاة الهمذانى والسهروردي. فكان مصرعهم إحياء لمعنى الاستشياع بما هو احتفال تضحوى ساروا إليه بخترة وتقبلوه بفتوة مقدّمين أرواحهم هديا ونذرا". ويأل الكتاب "كيف تقبلوا الموت تتويجا لمرحلة الفناء وأمارة على وحدة الشهود وتحققا للمعرفة؟ وكيف تمثلت آفاقهم هذا التتويج لتجاربهم شوقا وأنسا ووجدا فى حين تقبله آخرون مروقا وزندقة وكفرا وإقلابا للدول؟" ويقول الكتاب "شكل الخطاب الصوفى - فكرياً وفنياً وتأويلياً منعطفاً كبيراً فى الثقافة العربية، وذلك لما أوجده من إشكالات واختلافات فى الرؤى النقدية والفكرية التى دارت حوله من الناحيتين الدينية والفلسفية. فعُدّ هذا الخطاب مريباً مربكاً وأحياناً كثيرة خروجاً عن السنة والشريعة، وعرفت التجربة الصوفية - على مستوى التحليل والدراسة - مختلف التجارب والمقاربات التى سلكتها المناهج النقدية المنتشرة فى الساحة الأدبية، وهو ما عزز القناعة لدى الباحث بأنا لدراسة الصوفية تستدعى وجوباً استثمار هذه المناهج سعياً إلى تحقيق النتائج المرجوّة. وإن دراسة النصوص موصولة - لا محالة - بمختلف السياقات التاريخية المؤثرة فى نشأتها، غير أنه يصعب الإقرار المطلق بقدرتها النافذة على إيضاح الأسرار التى تبقى بعض التجارب الصوفية حيّة، جدّتها مستمرة فى تحريك السواكن واستنباط زوايا جديدة فى البحث، بخلاف تجارب أخرى أتى عليها النسيان سريعاً. لذا، أصبح من اللازم دراسة التجارب الصوفية فى علاقتها بمتقبّليها المتعاقبين زماناً ومكاناً، ما دام المتصوف نتاج منظومة مجتمعية، وما دام الجمهور المتقبل هو الذى يمنح آثاره الحياة. من هنا، تأتى هذه الدراسة التى حاول الباحث من خلالها بيان العلاقة بين المتقبّل والتجربة الصوفية وأكثرها تماثلاً ألا وهى تجربة الحلاج (ت 309) وتجربة عين القضاة الهمذانى (ت 525هـ) وتجربة السهروردى (ت 586هـ)؛ من أجل ذلك كان لا بد من إعادة النظر فى دراسة القديم بمنهج جديد بهدف الإسهام وإلى حدٍّ بعيد، فى إزالة كثير من الغموض العالق بهذه التجارب، أو على الأقل الإسهام فى تأويلها.
















الاكثر مشاهده

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

الشيخ العيسى: يمكن للقيادات الدينية أن تكون مؤثرة وفاعلة فى قضيةٍ ذات جذورٍ دينية

;