واحدة من الأساطير الأكثر ثباتًا فى التاريخ الأمريكي هي أن المستكشفين الأوروبيين حصلوا فعليًا من الأمريكيين الأصليين (الهنود الحمر) عقد شراء جزيرة مانهاتن بأكملها، مقابل 24 دولارًا تقريبًا يبدو قيمة الصفقة النهائية، لكن حقيقة القصة أكثر تعقيدًا وغموضًا من ذلك.
وتمر اليوم الذكرى الـ397 على قيام الهنود الحمر "السكان الأصليون" لقارة أمريكا الشمالية، بيبيع جزيرة مانهاتن مقابل قماش بقيمة 24 دولار، وذلك فى 16 نوفمبر عام 1626م.
وبحسب مجلة "Mental Floss" الأمريكية فإن الأرشيف الوطني الهولندي هو المرجع الرئيسي الوحيد المعروف لبيع مانهاتن، وذلك عن طريق رسالة كتبها التاجر الهولندي بيتر شاج في 5 نوفمبر 1626، إلى مديري شركة غرب الهند، والتي كانت مفيدة في استكشاف وتسوية بيع الولاية الأمريكية، حيث كتب، "لقد اشتروا جزيرة مانهاتيس من الهنود الحمر بقيمة 60 جيلدر".
وقام مؤرخو القرن التاسع عشر بتحويل هؤلاء الـ 60 جيلدر إلى دولارات أمريكية وحصلوا على ما كان يبلغ آنذاك 24 دولارًا فى ذلك الوقت، لا تبلغ بمقدار اليوم 24 دولارًا، فوفقًا لدراسة أعدها معهد الدولي للتاريخ الاجتماعي في أكاديمية رويال هولندا للفنون والعلوم، فإن 60 جيلدا في عام 1626 كانت تعادل 734.77 يورو في عام 2011، حوالى 951.08 دولار.
ولم تذكر رسالة "شاخن" الجهة التي أبرمت بالفعل الصفقة بين الهولنديين والقبيلة التي بيعت نيابة عنها، وفقدت صك الأرض، بدون تأكيد من مصدر أساسي، سوى بعض التكهنات من المؤرخون، وتقول بعض الروايات إن الهولنديين اشتروا الأرض من مجموعة من السكان الأصليين الذين عاشوا في لونج آيلاند، قاموا بتبادل الأراضي.
التفاصيل الأخرى التي يستبعدها "شاخن" من رسالته هي ما استخدمه الهولنديون بالفعل لعملية الشراء، يقول فقط إنهم يتاجرون "بقيمة 60 جيلدر"، لكنه لا يحدد ما إذا كان ذلك عملات هولندية فعلية أو عملة أصلية أو طعامًا أو سلعًا أخرى.
ولا توجد أى وثائق إضافية حول بيع مانهاتن، ولم يذكر التاجر الهولندى أي تفاصيل سوى أن شراء جزيرة ستاتن بعد عدة عقود من الزمن يحتوي على المزيد من الوثائق التي بقيت على قيد الحياة، بما في ذلك الفعل، الذي يقول إن الهولنديين يتاجرون بـ "10 صناديق من القمصان، 10 أوقية من القماش الأحمر، 30 باوند من المسحوق، 30 زوجًا من الجوارب، قطعتين من القماش الخشن، بعض الخنازير، 10 المسك، 30 غلاية، 25 قطعة، 10 قضبان من الرصاص، 50 محور وبعض السكاكين، ومعدات مفيدة وما كان التكنولوجيا الراقية في ذلك الوقت.