ارتيميا جنتيليسي هي واحدة من الفنانات الوحيدات في فترة ما بعد كارافاجيو الباروكية اللاتى حصلن على اعتراف تاريخي مستمر وإلى الآن، وذلك بفضل سمعة الفنانة التى عاشت فى القرن السابع عشر بلوحاتها الدرامية، حيث وصف الكثير منها العنف ضد المرأة.
وحصلت اللوحة التى تم اكتشافها مؤخراً، بعنوان "لوكريتيا"، على حوالى 4.8 مليون يورو (5.28 مليون دولار) في باريس أمس، أى ما يعادل ستة أضعاف التقدير السابق البالغ 800 ألف يورو الذي وضعته في الأصل دار المزادات أرتكوريال، لتحقق بذلك فنانة عصر الباروك رقما قياسيا جديدا، حيث بلغ أقصى سعر وصلت له لوحاتها فى السابق 2.8 مليون يورو (حوالي 3 ملايين دولار) للوحة سانت كاترين التي بيعت فى عام 2017.
في بيان مشترك، وصف ماتيو فورنييه، مدير قسم الماجستير القديم فى"أرتكوريال"، والخبير الفني إريك تورجون اللوحة بأنها "تستحق المتاحف الكبرى في العالم"، مضيفًا أنها "تأتي إلينا في حالة استثنائية من صيانة."
وتصور "لوكريتيا" سيدة نبيلة رومانية قديمة وضحية للاغتصاب في لحظات قبل قتل نفسها مباشرة من خلال جرح خنجر أصابته بنفسها، ظهر العمل مؤخرًا فقط عندما تم تحديده في مجموعة خاصة في ليون، فرنسا، حيث كان مخزنا لمدة 40 عامًا.
أرتيميسيا جنتيليسي، (8 يوليو 1593- 1652)، رسامة إيطالية، ابنة أورازيو جنتيليسيتش، الذي كان أحد كبار أتباع رسام الباروك الثوري، كارافاجيو، كانت مؤيدة هامة من الجيل الثاني لواقعية كارافاجيو الدرامية.
أول عمل قدمته معروف لها هو سوزانا والشيوخ (1610)، وهو عمل بارز يعزى إلى والدها منذ فترة طويلة، كما رسمت نسختين من مشهد سبق أن أخرجته كارافاجيو، تعرضت للاغتصاب فى شبابها، من أحد الفنانين وعندما لم يف بوعده بالزواج منها، قدم إلى المحاكمة عام 1612، أُجبرت على تقديم أدلة إنها تعرضت لذلك تحت التعذيب، بعد محاكمة مهينة، حُكم على مغتصبها بالسجن
استطاعت بعد ذلك أن تكون كانت أول امرأة يتم قبولها في أقدم أكاديمية أوروبية للفنون الجميلة في فلورنسا، فى وقت لم يكن لدى السيدات أي فرصة للوصول إلى ممارسة الفن داخل الاستوديوهات الفنية "المرسم"، وكانت الكنيسة تمنعهما بشكل قاطع من تصوير الجسد الذكر العاري.
لا يوجد سوى حوالي 60 عملا معروفا لـ جنتيليسي، لذلك نادراً ما ظهر عملها في مزاد علني، ولكن ظهر عدد في السنوات الأخيرة مع تزايد الاهتمام بعملها، وتزايدت أعمال السيدة القديمة التي تم التغاضي عنها على نطاق أوسع.
من أشهر أعمال جنتيليشي جوديث سلايينج هولوفرنيس (1610)، الموجودة في معرض أوفيزي في فلورنسا، وهذه اللوحة تصور قصة العهد القديم التي قطع فيها هولوفيرنس بطلة التوراة جوديث، وصفت ناقد الجارديان، جوناثان جونز، الفنانة بأنها "أكثر وحشية من كارافاجيو"، ووصفتها بأنها نسوية قبل وقتها: "بالكلمات والصور، قاومت العنف ضد الرجال الذين سيطروا على عالمها".