تعرف على سبب لقب المسيحيين بـ"النصارى" وهل كان لقبا يهوديا؟

من بين الألقاب الذى قد تطلق على أى شخص مسيحى، غير الكلمة الأخيرة، كلمات كثيرة منها قبطى إذا كان مصريا، أو نصرانيا، والأخيرة أيضا يعتقد البعض إنها ذات خصوصية مصرية، وربما يعتبرها البعض وكأنها لقبا معيبا، ونسبها البعض الآخر إلى المسيح وبلده "الناصرة". ولعل كلمة نصارى، كانت الوصف الذى جاء فى القرآن الكريم، حيث قال تعالى: وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ الآية [البقرة: 113]. وبحسب دراسة الدكتور عزت حجازى "نزول عيسى بين الخدعة و الحقيقة"، أن مفرد كلمة النصارى، هو "نصرانى" وقد استعمل بنو إسرائيل هذه الكلمة لتعنى بها "الشخص الذى ينصر التوراة" أى المتمسك بالتوراة بحذافيرها، وكانت كلمة "نصرانى" تطلق على أولئك الذين ينصرون التوراة حتى من قبل أن يولد المسيح، فالنصرانى هو لقب لليهودى، أو بمعنى أدق للإسرائيلى (نسبة إلى بنى إسرائيل) الذى يلتزم بما فى التوراة من أعمال وأوامر ونواه. وأوضحت الدراسة سالفة الذكر أنه عندما قام مجمع نيقيه فى القرن الرابع الميلادى باختيار ما اختاره من كتابات ورسائل لتصبح بعد ذلك الكتاب المقدس للمسيحيين كان مفهوم كلمة "نصرانى" قد تغير تماما من "شخص ينصر تعاليم التوراة" إلى شخص ينتسب إلى "قرية الناصرة" أى اصبحت كلمة تنسب إلى قرية بهذا الاسم وليست إلى الشخص الذى يطبق التوراة، حتى الترجمة العربية تتجنب كلمة "نصرانى" تماما وهى الكلمة الآرامية الأصلية وتعوضها بكلمة "ناصرى" حتى تنسجم مع البلدة التى أطلقوا عليها "الناصرة". وهناك العديد من نصوص الإنجيل توضح أن المسيح كان "نصرانيا" وكلها ترجمت فى العربية إلى "ناصريا" لكن قلب المعنى ليصبح مجرد نسبة إلى بلدة "الناصرة"،و هذا ما سبب مشكلتين عند الكنيسة من زمن بعيد، الأولى أنه لم يكن هناك بلدة تعرف تاريخيا باسم "الناصرة" فى منطقة الجليل، أو حتى فلسطين، بحسب تأكيد الدكتور عزت حجازى فى كتابه السابق، وهو الاسم الذى تم استحداثه فى القرون الأولى بعد الميلاد، والمشكلة الثانية تكمن فى أحد النصوص التى تجدها فى متى وهو هذا النص :" وَسَكن في بلدة اسْمُها الناصرة. حَدّث هذا ليتمّ ما قال الأنبياء بأنّ المسيح سيدعى ناصرياً. (متى 2: 21- 23)"، وهنا يقول متى إن هناك نبوءة قديمة للانبياء فى الكتاب المقدس تتنبأ بأن المسيح المنتظر سيكون نصرانى أو "ناصريا" وذلك بسبب أنه سيعيش فى بلدة "الناصرة"، لكن هذه النبوءة لم توجد فى أى مكان فى الكتاب المقدس ولم يتنبأ بها أى من الأنبياء، بحسب المؤلف.



الاكثر مشاهده

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

;