الوجه الآخر لأحمد ابن حنبل.. كره الزعامة والكتابة وكان مسالما

أحد الأئمة الأربعة، الذى طالما ارتبط اسمه بالفقه وعلم الحديث، وعلى مدار قرون ظل الإمام الكبير صاحب سيرة كبيرة حملت الكثير من الأوجه، منها التى اتهمته بالتعصب وأوصاف لم تكن من صفاته، هو الإمام الجليل أحمد بن حنبل. أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني الذهلي (164-241هـ / 780-855م) فقيه ومحدث مسلم، ورابع الأئمة الأربعة عند أهل السنة والجماعة، وصاحب المذهب الحنبلى فى الفقه الإسلامى، اشتهر بعلمه الغزير وحفظه القوى، وكان معروفاً بالأخلاق الحسنة كالصبر والتواضع والتسامح. وبحسب كتاب "تغير الفتوى بتغير الاجتهاد (دعوة للتفكير والتيسير ونبذ للتعصب والهوى والتعسير)، للدكتور عبد الحكيم الرميلي، فإن هناك اعتقاد أن الإمام الراحل كان محدثا وليس بفقيه، وهو ما يتفق مع ما جاء فى دراسة بعنوان "الحنابلة (أمن الوهابية)" بموقع "أهل القرآن"، حيث جاء فيها إن الإمام أحمد بن حنبل، كان من عوام أهل الحديث ولم يكن فقيها أنه لم يرد له ذكر فى فتنة خلق القرآن فى الصف الأول من القضاة وكبار المحدثين، بل جاء ذكره مؤخرا بين عوام المحدثين، وفوجىء الجميع برفضه وإصراره على الرفض بعد أن أسرع الكبار بالموافقة فتعرض للضرب، وبالضرب أصبح له ذكر فى التاريخ وشهرة فى العصر فاقت فيما بعد قادة أهل الحديث، إلا أن الكتاب سالف الذكر يرى أنه من الجهل عدم اعتبار "بن حنبل" من الفقهاء. وذكر الدكتور عبد الحكيم الرميلي فى كتابه أيضا "أن أحمد بن حنبل لم يؤلف كتبا تجمع كل أبواب الفقه، لأنه كان يكره وضع الكتب التى تشتمل على التفريع والرأى، وما ذلك إلا ليزرع فى القلوب التمسك بالسنة والأثر، وقال ابن القيم: "كان الإمام أحمد شديد الكراهية لتصنيف الكتب، وكان يحب تجريد الحديث، ويكره أن يكتب كلامه". ورغم ما يتناقل عن الإمام الجليل من أحادث يستند إليها المتطرفون أحيانا، إلا أن الدراسة سالفة الذكر توضح أن "ابن حنبل كان شخصية عادية مسالمة من عوام المحدثين، ولكن خلقته الأحداث وحملته فى طريقها، ثم استمرت بعده حيث جعلته الدعاية السنية رأسا لحركة الحنابلة التى تسيدت الشارع العباسى بالعنف والتشدد ثلاثة قرون بعد موته عام 241 إلى عصر المؤرخ ابن الجوزى المتوفى عام 597 حين حل التصوف دينا شعبيا مُسالما محل الدين الحنبلى المتشدد المشاغب ". وذهبت أيضا إلى أن الإمام الجليل فى حياته وبعد أن صار معروفا مشهورا خيب ابن حنبل آمال من يريدونه زعيما وإماما، فبعد إطلاق سراحه اعتزل الناس، وكان يرفض حضور صلاة الجمعة والجماعة، وأغلق عليه باب داره. أما سبب الخرافات الكثيرة عن الرجل فتوضح الدراسة أنعبد الله بن أحمد بن حنبل هو مصدر الروايات الخرافية عن أبيه، وعبد الله هو الذى أرسى تلك الشخصية الوهمية عن أبيه بالروايات الى صنعها عنه ونشرها بين الناس فى عصره، وتناقلها الناس بعده الى أن تم لها التدوين مع زيادات فى الكاذيب، كالمعتاد.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;