استطاع عدد من الكتاب أن يحققوا نجاحا كبيرا وأن تصبح أعمالهم خالدة، فبعد سنوات طويلة من رحيلهم واصلت هذه الأعمال الحضور للقراءة والترجمة وكذلك تحويلها لأعمال درامية، ومن ذلك رواية "رحلات جليفر" لـ جوناثان سويفت (1667-1745 م)، الذى يعد من أهم الكتاب الإنجليز الساخرين."رحلات جليفر" كتبت عام 1726 حول رجل إنجليزي يدعى ليمويل جليفر يكتب عن رحلاته ومغامراته.
الجزء الأول: رحلة إلى ليليبوت
وفيها جليفر على متن سفينة تتجه إلى الشرق، وقد واجهت عاصفة حطمتها، لكنه استطاع النجاة من العاصفة ووصل إلى أرض نام فيها، واكتشف فيما بعد أنها أرض لأقزام متوسط طول الواحد منهم 15 سم، قام الأقزام بحبسه وأطعموه، ثم تعلم جليفر لغتهم وزار عاصمتهم، ثم أطلعه أحد مستشاري الملك على المشاكل في ليليبوت (اسم الدولة)؛ أولًا كان هناك حزبان في الدولة، الحزب الأول يقوم على تقليد الأجداد، حيث يرتدون الأحذية ذات النعل العالى، والثاني يقومون على تقليد حديث حيث يرتدون الأحذية ذات النعل المنخفض.
كما أن الناس كانت تأكل البيض من النهاية الكبرى لكن قُطع إصبع جد الملك فأصدر قانونًا بأكل البيض من النهاية الصغرى فرفض بعض الناس ذلك وتمردوا فهربوا إلى بلد مجاورة تُسمَّى بليفوسكو، فعرض عليه المستشار المساعدة منه في الحرب، وافق جليفر على ذلك وأعد خطة بأن يأخذ أسطول تلك البلد المسماة بليفوسكو؛ وبالفعل أخذه وعاد إلى ليليبوت فعرض عليه الملك أن يأخذ أهل بليفوسكو أسرى لديه لكنه رفض ذلك فقرر الملك أن يعاقبه؛ لكن أحد المستشارين أخبره أنهم سيجعلونه أعمى ولن يعطونه أي طعام فهرب إلى بليفوسكو ورحب به ملكها، حيث عاش في بلده عدة أشهر حتى وجد قاربًا فأصلحه وأبحر به حتى وجد سفينة إنجليزية عاد بها إلى لندن.
الجزء الثاني: رحلة إلى بروبدنغناج
غادر جليفر إنجلترا مرة أخرى في رحلة تتجه إلى الهند حتى وصل إلى شمال جزيرة مدغشقر، فواجهتهم عاصفة شديدة أبعدتهم عن المسار فرأى أحد البحارة أرضا فنزل جليفر والبحارة للبحث عن الماء ثم اكتشف أنها أرض للعمالقة تُسمى بروبدنغناج فوقع أسيراً في أيدي سكانها من العمالقة وبدا بينهم قزمًا، لا يزيد طوله على بضع بوصات، وكانت تخفيه الزنابير التي في حجم العصافير، والكلاب التي في حجم الخيول، ودارت معركة بينه وبين أحد الفئران، وفي النهاية تمكن من الفرار وعاد إلى إنجلترا.
الجزء الثالث: رحلة إلى لابوتا وبالنباربى وجلوبدوبدريب واليابان
ذهب جليفر إلى الأرض الطائرة وهى تحتوى على أعظم العباقرة في العالم حتى أن قائدهم يستطيع سماع صوت النجوم وتدور حرب بين هذه المدينة ومدينه عادية بسبب عيشهم على الضرائب ثم يسقط جليفر إلى هذه الارض ويستكمل رحلته.
أما المؤلف فهو الكاتب الأيرلندى جوناثان سويفت، أديب وسياسى ورجل دين أيضًا، ولد فى 30 نوفمبر 1667 فى دبلن، أيرلندا، وقد كان والده أيضًا يدعى جوناثان سويفت، هاجر جوناثان سويفت إلى إنجلترا، وعمل فى البداية ناسخا لدى رجل السياسة ويليام تيمبل، وأصبح بعد ذلك مستشارًا للقضايا المهمة والخطيرة، وقدمه "تيمبل" على الملك ويليام الثالث، وبمساعدته تمكن "سويفت" من إنهاء دراسته، وفى عام 1692 حصل على درجة الماجستير من جامعة Hart Hall، أكسفورد Oxford.
فى البداية بدأ سويفت بكتابة الشعر ثم انتقل للكتيبات الصغيرة وأخيرًا بدا العمل على كتابه الأول"A Tale of Tub" فى عام 1694، وفى العام نفسه عاد الى أيرلندا، وعين شمّاس للكنيسة من قبل أسقف كيلدر.
وفى عام 1702 حصل على دكتوراه فى اللاهوت من جامعة الثالوث فى دبلن، وفى عام 1704 خلال زيارته إلى إنجلترا نُشرت كتبه "A Tale of a Tub" و"The Battle of the Books" بأسماء مستعارة، وبالرغم من رفضها من قبل الكنيسة فى إنجلترا إلا أنها حققت شهرة واسعة.
وفى عام 1742 تعرض سويفت لسكتة دماغية أفقدته النطق، بعد ذلك ساءت حالته العقلية كثيرًا ما أدى الى تعيين من يقوم برعاية أموره، بقى على هذه الحالة حوالى ثلاث سنوات قبل وفاته فى 1745 ودفن فى كاتدرائية القديس باتريك.