100 رواية عربية.. "العصفورية" لـ غازى القصيبى "خذ الحكمة من أفواه المجانين"

"ومع هذا، يا حكيم ما أكثر الذين يعتقدون أنهم يعرفون كل شيء، يحكمون على كل إنسان ويبتون فى كل قضية ويفتون فى كل معضلة، تصور غرور هذا المخلوق الذى يعيش فى مجموعة شمسية يحتاج الضوء إلى أكثر من 2700 سنة لكى يصل إلى منتصفها، وهناك غيرها مليون مجموعة شمسية أخرى، أقول تصور غرور هذا المخلوق الذى يعيش فى هذا الكون الشاسع ويعتقد أنه يعرف كل شيء، سبح لخالق هذا الملكوت، يا دكتور، واركع واسجد واخش". تعد رواية العصفورية للكاتب السعودى غازى القصيبى واحدة من أشهر الروايات العربية، وقد صدرت في عام 1996، واختارها التحاد الناشرين العرب، ضمن أفضل مائة رواية عربية صدرت في القرن العشرين. وتدور أحداث الرواية في "العصفورية " مستشفى الأمراض النفسية، وبطلها البرفسور الذى كان واحد ممن دخل هذه المصحة، جلسات من التفريغ والكلام مع طبيبه النفسى المعالج أو ربما هو حوار طويل جدا لكنه يغلب عليه القالب الساخر، تستطيع القول أنه لم يترك شيئا فى العالم العربى و الغربى إلا وأتى على ذكره بطريقة ما، الرواية غنية بالأفكار و المعلومات المتنوعة عن أحداث و شخصيات كبيرة معروفة سواء أكانت شخصيات سياسية، فكرية، علمية، فهى عبارة عن موسوعة معرفية ثقافية زاخرة بمعلومات منوعة وسريعة عن أناس قد تكون سمعت بأسمائهم ولم تسنح لك الفرصة لمعرفتهم. تنطلق الرواية من فكرة خذوا الحكمة من أفواه المجانين" وكأن القصيبى حاول من خلال هذه العصفورية التأكيد على انطباق هذه المقولة انطباقاً لا يقبل الشك أو الجدل، كيف لا والمجنون بروفسور، هو موسوعة علمية أدبية ثقافية اجتماعية، وهو دائرة حياة قطبها هو الإنسان العربستانى الدائر فى رحى زمانه المشرد فى عربستانة القلق... المنزرع بالتناقضات التى أورثت الجنون... ماذا أراد القصيبى القابع خلف بروفسوره المجنون؟!! يحركه... يلقنه عبارات... ويلبسه أدواراً ليقول بأسلوبه الساخر الذى يشوبه الألم شيئاً كثيراً مما يدور فى كواليس هذا العربستان... وليبوح بآلام ذاك العربستانى الذى أضحى ودون أن يدرى ذاك المجنون الحكيم... أو ذاك الحكيم المجنون (والحكيم من الحكمة)... أو أنه العاقل فى دولة المجانين...؟!! يقول الطيب صالح فى تعليقه على الكتاب : (غازى القصيبى صنع رسالة غفران لزماننا على غرار رسالة الغفران لأبى العلاء المعرى) "فروايته «شقة الحرية» وكذلك «العصفورية» شكلتا منعطفاً مفصلياً فى تاريخ الأدب العربى المعاصر وليس السعودى وحده، وهو ما شجّع قوافل كتّاب القصة وكاتباتها نحو الانطلاق، بملامسته المسكوت عنه فى نفسية جيله المنفتح فى عقد الستينات، على التجارب السياسية والأفكار الآيديولوجية، قبل أن يعود ورفاقه من القاهرة وبيروت والولايات المتحدة الأميركية؛ لمواصلة مسار التنظيم فى مؤسسات الدولة والمجتمع، والتحديث فى حركة الثقافة والتعليم الجامعى فى المملكة."






الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;