لعل من أشهر أعمال الأديب الكبير الراحل يحيى حقى مجموعته "قنديل أم هاشم" والتي بسببها لقب بصاحب "القنديل" ورغم أن الكاتب الكبير ترك العديد من الأعمال الهامة إلا أن تلك المجموعة حظيت بشهرة كبيرة ربما لم تحظ بها أعماله الأخرى، وذلك بسبب تحويلها إلى فيلم يحمل نفس الاسم، فضلا عن اختيارها ضمن قائمة أفضل 100 رواية عربية، الصادرة عن اتحاد الكتاب العرب ونشرت في العدد 426 من جريدة أخبار الأدب الصادر بيوم الأحد الموافق 9 سبتمبر 2001.
وصدرت"قنديل أم هاشم" في الأربعينيات من القرن الماضي؛ وتم إنتاجها سينمائياً في 4 نوفمبر 1968م بسيناريو لصبري موسي وإخراج كمال عطية و بطولة شكري سرحان.
تتناول الرواية العلاقة بين المجتمع التقليدى بعاداته المتبعة جيلا بعد جيل، والحداثة التى بدأ تنتشر فى أوروبا ويتأثر بها عدد كبير من الشباب فى مصر الذين يذهبون إلى الغرب للدراسة ثم يعودون وقد تملكهم إحساس بالتناقض.
تدور الرواية حول إسماعيل الشاب الذى أنهى دراسته الثانوية، فغادر إلى أوروبا لدراسة طب العيون، وعاد من هناك طبيباً للعيون، وفى يومٍ شاهد والدته تقطر عين ابنة عمه الرمداء بزيت أخذ من قندبل مقام (السيدة زينب)، وبما أنه قنديل المقام فإن هذا الزيت مباركاً ! أخذ إبنة عمه و قام بفحص عينيها فوجد بأن ( الرمد ) قد أتلف جفنيها وأضر مقلة عينيها، ولو حظيت بالرعاية والعلاج المناسبين لتماثلت للشفاء، ولكن الزيت المستخدم وما يطلقون عليه مباركاً كان حاراً أضر بعينيها. استهجن فعلة أمه تلك رافعاً صوته بأن هذه الخرافات ليست من الدين فى شيء، وأن عملهم هذا مجرد ( خرافات).
وبحسب العديد من النقاد يمكن تصنيف قصة "قنديل أم هاشم" ضمن تيار قصصي ذي إطار موضوعي يعبر عن الصراع الحضاريّ، أو بمعنى أصح يعبر عن أزمة التفاعل مع الحضارة الغربية والموقف المذبذب منها، ويهدف هذا النوع من القصص والروايات إلى" الحفاظ على الذات العربيّة في خضم الموجة الغربية العاتية على الوطن العربي في العصر الحديث".