القراءة فى المنزل.. "اليهودي الحالى" رواية على المقرى المثيرة للجدل

"كانت فاطمة تقرأ القرآن على سالم، الشاب اليهودي، وتعلمه اللغة العربية. وكان يعلمها هو اللغة العبرية. أحبا بعضهما ولكنه حب محرم في ظل الخلاف بين اليهود والمسلمين في قرية ريدة اليمنية.. مضيا غير مكترثين بالأصوات المعترضة. استقرا في صنعاء حيث بدأت رحلة أخرى من المواجهة... رواية حب قوية تنقل القارئ إلى أجواء الصراع الذي عاشه اليمن في القرن الثامن عشر". اليهودي الحالي رواية للروائي اليمني علي المقري، صدرت لأوّل مرة عام 2009 عن دار الساقي في لندن، ودخلت في القائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية لعام 2011. و"فاطمة المسلمة، وسالم اليهودي"، بطلا الرواية جمعهما الحب والزواج وفرقهما الموت، حيث تتناول الرواية حياة اليهود في اليمن، والذين لم يبقَ منهم في اليمن سوى أعداد قليلة لا تتجاوز الـ300 يهودي، والذين عاشوا فصاماً سياسياً سببه عدم الانتماء للوطن، في حقبة زمنية تعود إلى القرن الـ17 وفي قرية ريدة باليمن. وتحكي الرواية التي استخدمت أساليب تقنية قائمة على السرد البسيط والمكثف، قصة حبّ تدور في مساحة الصراع بين الديانتين المسلمة واليهوديـة، جسدتها «فاطمة»، وهي ابنة مفتي الأمة، وشاب يهودي اسمه «سالم»، والذي لقبته حبيبته من شدة عشقها له، بـ«اليهودي الحالي»، والحالي مصطلح يمني يستخدم للمدح، ويراد به إظهار «جمال صاحبه»، فيما تخلى «سالم» اليهودي عن شعوره بعدم الانتماء للوطن حال اليهود جميعاً، بعد أن وقع في حب «فاطمة» فقال لها «انت البديل عن الوطن. وكتب عنها أحمد حسن المعينى يقول: يُمكنك ولا شك أن تقرأ رواية "اليهودي الحالي" للكاتب اليمني (علي المقري) في جلسة واحدة- فهي رواية قصيرة من 145 صفحة صادرة عن دار الساقي عام 2009- لكنّك رغم قِصَر الرواية ستعيش مع شخوصها وأحداثها وتساؤلاتها المطروحة بكل ما فيك من يقظة وانتباه. يخبرنا الراوي سالم اليهودي عن قصته التي دارت أحداثها في القرن السابع عشر الميلادي في (ريدة) في اليمن، حيث كان صبيًا في الثانية عشرة من عمره عندما عرضت عليه فاطمة ابنة المفتي أن تعلّمه القراءة والكتابة. نتعلّم بين جنبات الحكاية عن وضع اليهود آنذاك، وصراعهم للحفاظ على ديانتهم وتراثهم اليهودي في مواجهة بيئة مسلمة ومسلمين يضطهدونهم بالكلام إن لم يكن بالفعل. بين هذا تبرز فاطمة رمزًا للتسامح والسلام والحب، فهي تنظر إلى جميع البشر على أنهم خلق الله بغضّ النظر عن دياناتهم. فاطمة تكسر المألوف وتزور بيتا يهوديا، وتتعلم العبرية وشريعة اليهود. ينمو الحبّ بينهما فتقرر بعد أن وجدت في كلام الفقهاء ما يساعدها الزواج من سالم اليهودي الحالي (أي المليح) كما كانت تسميه، والرحيل معه. عقدة الرواية تبدأ حين تلد فاطمة ولدًا وتموت ويكشف السر أنها ليست يهودية بل مسلمة، وهنا يكون السؤال المصيري؟ هل الولد (سعيد) يهوديّ نسبة إلى أبيه حسب الشريعة الإسلامية أم مسلم نسبة لأمه حسب الشريعة اليهودية؟ وتتوالى الأحداث ليتّخذ سالم من فاطمة مذهبًا وجوديًا، وبعدها يدوّن "حوليات اليهود اليمانية" في زمن الإمام المتوكل، ويسجل ما عاناه اليهود من صِعاب، وما اقترفوه من جُرأة على المسلمين ووعيد بالانتقام حين يظهر المسيح المخلّص، وعقاب الإمام الذي نزل بهم وطردهم من صنعاء، وقصّة سالم وابنه سعيد تتواصل إلى الحفيد في أسلوب مماثل وهوية ومصير حائر تُختتم به الرواية [ولا أستطيع التفصيل أكثر كي لا أفسد على القارئ متعته]. رواية جميلة جدًا وتطرح تساؤلات عديدة فيما يتعلق بالعلاقة بين أبناء الديانتين في التاريخ الماضي، والإسقاطات الممكنة على الوضع المعاصر. علي المقري روائي واعد له لغة سردية ممتازة، وخيال روائي خصب، وتمكّن من أدوات اللغة، كما أنه يجيد رسم الشخصيات وحواراتها. برأيي ما يعيب الرواية هو التسارع المفاجئ للأحداث بعد رحيل سالم وفاطمة، وكأنّ المؤلف اضطر إلى حذف أجزاء من الرواية. أقولها بكل أسف أنّ علي المقري أضاع على نفسه فرصة إنتاج رواية ملحمية رائعة تخدمها الحكاية والسياق التاريخي والقضية الكبرى التي يطرحها. على أية حال، هي قصة حبّ ساحرة تدور في فلك الصراع بين أبناء ديانتين. تستحق القراءة بكل تأكيد.




الاكثر مشاهده

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

الشيخ العيسى: يمكن للقيادات الدينية أن تكون مؤثرة وفاعلة فى قضيةٍ ذات جذورٍ دينية

;