طاعون الجارف.. وباء قتل 210 آلاف فى 3 ليالى وسبب موت أبى الأسود الدؤلى

كان الطاعون هو الوباء الأشد بلاء على العالم على مدار التاريخ، وحصد وحده ملايين البشر، وتسبب هذا الفيروس اللعين في دمار للبشرية على مدى قرون طويلة، ولعله هو أسوأ الأوبئة التي واجهتها البشرية على مدى تاريخها. ومع تفشى فيروس كورونا: كوفيد 19، في عدد كبير من دول العالم، ووصول عدد المصابين بالفيروس إلى مليون شخص ونحو 50 ألف حالة وفاة، أصيب البعض بحالة من الهلع، وأصبح الظن لديهم أن البشرية تشهد الفناء أو نهاية العالم، لكن أوبئة أخرى على مدار التاريخ كانت أشد وطأة على الإنسانية، وفى تاريخ الممالك الإسلامية كان هناك عدد من الأوبئة التي حصدت الكثير من البشر، ومن بين هذه الأوبئة ما يعرف بـ طاعون الجارف. ووفقا لدراسة بعنوان "وباء الطاعون فى الإسلام وإصابة المشهورين به حتى نهاية العصر الأموي" نشرت بمجلة كربلاء العالمية (المجلد الثامن- العدد الأول عام 2010)، سمى بذلك لكثرة من مات فيه من الناس، وسمى الموت جارفا لاجترافه الناس، ووقع هذا الطاعون في أيام عبدالله بن الزبير سنة 67هـ، وفى رواية أخرى سنة 69هـ، وكان شديدا إذ مات في ثلاث أيام كل يوم سبعون ألف، من بينهم ثمانون ابنا لأنس بن مالك، وكذلك مات لعبد الرحمن بن أبى بكرة أربعون ولدا. ومن أشهر من مات بهذا الطاعون كان النحو العربى الشهير أبو الأسود الدؤلى، الذى مات سنة 69 هـ، وقبيصة بن حريص الأنصاري، والذى مات سنة 67 هـ. وعن هذا الطاعون يقول ابن الجوزي: وفي هذه السنة وقع الطاعون الجارف بالبصرة فماتت أم ابن معمر الأمير، فما وجدوا من يحملها حتى استأجروا لها أربعة أنفس، وكان وقوع هذا الطاعون أربعة أيام، فمات في اليوم الأول سبعون ألفًا وفي اليوم الثاني واحد وسبعون ألفًا وفي اليوم الثالث ثلاثة وسبعون ألفًا وأصبح الناس في اليوم الرابع موتى إلا قليلاً من الآحاد". ووصف "ابن الجوزى" الطاعون ومع ذلك يذكر أنه حج في هذه السنة عبد الله بن الزبير، كما وقوع الطاعون بمصر ومجاعة كذلك فقد نقل الحافظ ابن كثير عن الواقدي "وفي هذه السنة وقع في مصر طاعون هلك فيه خلق كثير من أهلها". ثم ارتد الطاعون بعد ذلك إلى البصرة فجاءت الروايات أنه في سنة 68هـ "طاعون جارف بالبصرة امتد إلى سنة 80هـ" حيث يقول الذهبي في تاريخه العبر: أنه كان ثلاثة أيام فمات في كل يوم نحو من سبعين ألفًا، وقيل مات في طاعون الجارف عشرون ألف عروس وأصبح الناس في اليوم الرابع ولم يبق إلا اليسير من الناس". كما أشار ياقوت الحموي أيضا في كتابه معجم البلدان أنه كان قد وقع طاعون بمصر عام 70هـ وكان واليها عبد العزيز بن مروان فخرج هاربًا من مصر، فلما وصل حلوان استحسن موضعها، فبنى بها دارًا واستوطنها وزرع بها بساتين وغرس كرومًا ونخلاً.



الاكثر مشاهده

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

الشيخ العيسى: يمكن للقيادات الدينية أن تكون مؤثرة وفاعلة فى قضيةٍ ذات جذورٍ دينية

;