100 كتاب عالمى.. " نوسترومو" حكاية الكنز المفقود ورمزية الثورة والاستبداد

"أتمنى لو أني قد كتبت نوسترومو بدلا من أي رواية أخرى"، هكذا تمنى الكاتب فرنسيس سكوت فيتزجيرالد، أن يكتب رواية نوسترومو للأدب البولندي جوزيف كونراد، ورغم مرور أكثر مائة سنة على الرواية إلا أنها تعد واحدة من أيقونات الأدب العالمى، حيث صنفت في عام 1998، في المرتبة 47 فى قائمة المكتبة الحديثة لأفضل مائة رواية مكتوبة بالإنجليزية في القرن العشرين، كما اعتبرت من أفضل 100 عمل أدبى على مدار التاريخ وفقا لمكتبة بوكلوبن العالمية. تدور أحداث نوسترومو في الريف الجنوبي الأمريكي من كوستاغوانا، وتحديدًا في المقاطعة الغربية من البلاد ومدينتها الساحلية ذات الميناء، سولاكو. تشبه كوستاغوانا كولومبيا بجغرافيتها، على الرغم من كونها أمة خيالية، تمتلك كوستاغوانا تاريخًا طويلًا من الاستبداد والثورة والحرب، لكنها شهدت فترة من الاستقرار مؤخرًا في عهد الدكتاتور ريبيرا. وتقع أحداثها في جمهورية وهمية في أمريكا الجنوبية تدعى "سولاكو". وقد نشرت أصلا بشكل مسلسل في عددين من جريدة تي بي الأسبوعية، وسولاكو، وهي ميناء خيالي في المنطقة الغربية من البلد الخيالي أيضًا المعروف باسم كوستاغوانا. يقدم جوزيف كونراد شرحًا مفصلًا للأصول الملهمة لروايته في "مذكرة المؤلف" التي أضافها إلى الطبعات اللاحقة من نوسترومو. يروي فيها سماعه لقصة رجل سرق "مركبًا كاملًا من الفضة" بمفرده. كان كونراد حينها يبلغ من العمر سبعة عشر عامًا تقريبًا، في أثناء خدمته على متن سفينة في خليج المكسيك. يستمر كونراد في روايته، ويذكر أنه قد نسي القصة حتى مصادفته بعد خمسة وعشرين عامًا كتابًا عن الرحلات في أحد المتاجر لبيع الكتب المستعملة، يحكي فيه الكاتب عن عمله لسنوات على متن سكونة يدعي مالكها أنه اللص نفسه الذي سرق الفضة. وبحسب الناقد الكبير إبراهيم العريس، تتحدث "نوسترومو" عما يحدث تحديداً في المدينة المرفئية سولاكو التي على رغم ازدهارها الاقتصادي، ما برحت تعيش العديد من التقلبات السياسية. وها هي الآن عند بداية الرواية وإذ يحكمها رئيس ليبرالي هو الدكتاتور المتنور ريبييرا، تبدأ بالغرق في معارك جديدة بفعل تحركات دكتاتور آخر يمثل مصالح مختلفة هو الجنرال مونتيرو يساعده أخوه. ومن هنا، مع اقتراب المتمردين يتحرك تشارلز غولد، صاحب مناجم الفضة، التي تعيش المدينة ازدهارًا بفضلها، مكلفاً المغامر والبطل المحلي جوفاني باتيستا فيدنتسا، المعروف بلقب نوسترومو بإخفاء شحنة ضخمة من الفضة كيلا تقع في أيدي المتمردين. وبالفعل يتمكن هذا البطل المحلي المعروف بقوة شكيمته ولكن أيضاً بكبريائه، من تحميل الفضة على مركب بمساعدة مارتين ديكو المعتبر نفسه أوروبياً أكثر منه محليًا. وفي الوقت الذي تصادفهما عقبات تكاد تقضي عليهما، يتجه الرجلان الى جزيرة صغيرة ينقلان الكنز اليها ويخبئانه. وإذ يعود نوسترومو الى المدينة لمتابعة مهماته، يبقى ديكو في المكان لحراسة الكنز. لكنه بعد عشرة أيام من الوحدة والقلق والترقب لا يحدث فيها شيء، ينتهي به الأمر الى الانتحار مغرقاً نفسه في البحر مستخدمًا جزءًا من الفضة "ثقالة" كي لا يعوم. وهكذا إذ يعود نوسترومو الى الجزيرة بعد حين يجد ان ديكو قد اختفى ومعه جزء من الكنز، فيظن ان شريكه سرق الفضة وهرب. مهما يكن، حين عاد نوسترومو الى المدينة استقبل استقبال الأشباح حيث كان الجميع يعتقد انه غرق مع الكنز منذ البداية. لكن ما من أحد الآن يهتم حقاً بالكنز فالمتمردون كانوا قد انسحبوا وبات كل من السكان مشغولاً من جديد بهمومه الخاصة.






الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;