اقرأ مع جواد على.. "المفصل فى تاريخ العرب" كيف رأى العرب أهل العجم؟

نواصل مع المفكر العربى الكبير جواد على قراءة تاريخ العرب قبل الإسلام وذلك من خلال كتابه المهم "المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام" ونتوقف اليوم مع "العجم" وعلاقتهم بالعرب فى منطقة مكة قبل ظهور الإسلام مباشرة. يقول جواد على: يطلق العرب على غيرهم ممن لا ينتمون إلى العرب، لفظة "أعاجم"، و"العجم" عندهم خلاف العرب، والرجل الواحد "أعجمى"، ولعلماء اللغة آراء فى تفسير هذه اللفظة. وهى من الألفاظ الجاهلية، لورودها فى القرآن الكريم، ففيه: "لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ"، و "أَأَعْجَمِى وَعَرَبِى قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ"، و "وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ" و"وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ عَلَى بَعْضِ الْأَعْجَمِينَ، فَقَرَأَهُ عَلَيْهِمْ مَا كَانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ" ففى هذه الآيات دلالة واضحة على أن المراد من "أعجمى" خلاف العربى، وأن هذا المصطلح كان معروفًا عند العرب قبل الإسلام. ويطلق العرب على العجم "الحمراء" لبياضهم، ولأن الشقرة أغلب الألوان عليهم، وكانت العرب تقول للعجم الذين يكون البياض غالبًا على ألوانهم مثل الروم والفرس ومن صاقبهم: إنهم الحمراء، والعرب إذا قالوا: فلان أبيض وفلانة بيضاء، فمعناه الكرم فى الأخلاق لا لون الخلقة، وإذا قالوا: فلان أحمر وفلانة حمراء عنوا بياض اللون، والعرب تسمى الموالى: الحمراء، جاء فى الحديث: "بعثت إلى الأحمر والأسود"، أى إلى العجم والعرب كافة. وورد أن العرب تقول: جاء بغنمه حمر الكلى وجاء بها سود البطون، معناهما المهازيل، وهو مجاز، ويذكرون أن معنى حمر الكلى الامتلاء والسمن، والسواد بمعنى الهزال والرشاقة، ولما كان الأعاجم ممتلئى الجسم بالنظر إلى العرب، قالوا لهم "الحمراء"، وقد كان العرب يطلقون على الموالى "الحمراء"، وإذا سبُّوا أحدهم قالوا: "يابن حمراء العجان، أي: يا بن الأمة، كلمة فى السب والذم"، ولعلهم فعلوا ذلك بسبب امتلاء أجسام الموالى ولا سيما العجان، الذين لا يتحركون ولا يتنقلون من أماكنهم، ويأكلون الخبز فامتلأت لذلك بطونهم وتكرشوا. ولم يشرح علماء العربية الأسباب التي حملت العرب على تلقيب العجم بـ"رقاب المزاود" "رقاب المزود"، وقد ذكر بعض العلماء، أن العرب إنما لقبت العجم بـ"رقاب المزاود"؛ لطول رقابهم أو لضخامتها كأنها ملأى. ويكنى العرب بـ"السبط" عن العجمى، وبـ"الجعد" عن العربى، وذلك لأن سبوطة الشعر هى الغالبة على شعور العجم من الروم والفرس وجعودة الشعر هى الغالبة على شعور العرب، ولكنهم كانوا يفرقون بين جعودة شعر العرب وجعودة شعر الزنج.



الاكثر مشاهده

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

;