واحدة من الروايات التى استطاعت أن تعبر عن أدغال القارة الأفريقية السمراء، وتلمس واقع الحياة داخل المجتمعات الأفريقية، هى رواية " والااندي، فن تقاسم الزوج" للروائية الكاميرونية الشابة دجايلي أمادو.
"الوالااندي" هي الليلة التي يقضيها الزوج مع إحدى زوجاته، وهذه الليلة خلقت إيقاعا خاصا للزوجة التي تعيش في مجتمع الحريم في ظل تعدد الزوجات، كما أن الوالااندي يزرع في المرأة حياة نفسية جديدة لم تعشها قبل الزواج، إنها تراجيديا الانتظار وأداء الواجب، وينهض الوالااندي في الرواية قانونا ذكوريا خالصا تنقطع فيه المرأة بكل طاقاتها النفسية والجسدية لإنجاحه، ونجاحه رهين سعادة الزوج.
تسلط الرواية الضوء إذن على واقع المرأة في أفريقيا، وفي الكاميرون تحديدا، من خلال قصص مجموعة من النساء، هنّ "سكينة" و"نفيسة" و"دجايلي" و"أييستو"، استطاع التاجر الثري "الحاج عمرو" امتلاكهن تحت شرعية مؤسسة الزواج. وفي أسلوب مشوق وتقنية تعدد الأصوات تروي كل زوجة قصة سقوطها في فخ تعدد الزوجات.
كما تناقش الرواية مفهوم الرجولة انطلاقا من هذا المناخ الذكوري الظالم، المليء بالعنف المسلط على النساء، وتنتهي في موضع من الرواية إلى تقديم مفهوم للرجولة تقول فيه "أن تكون رجلا يعني قبل كل شيء أن تقبل رأي الآخرين وأن تعترف بأخطائك لكي تبني مستقبلا أفضل".
وتدور الرواية حول (سكينة) المرأة التى أمضت حياتها وهي تنتظر، انتظرت أن تكبر، إنتظرت أن تتزوج، انتظرت دورها لرؤية زوجها (الحاج عمر)، انتظرت أن تكبر بناتها، انتظرت كي تعيش، انتظرت أن تموت.
إن كان من كلمة يمكنها وحدها أن تختصر حياة (سكينة) فهي الانتظار، ولكن ماذا بعد الإنتظار! في مجتمع محكوم بعاداته وتقاليده، وقوانينه الشرعية تقبع سكينة (المرأة الإفريقية) التي لا تملك حتى "حق الزوجة" لماذا؟ ذلك أنها مضطرة إلى العيش مع أخوات مثلها/ زوجات لرجل واحد، سجينات في بيت كبير تحيطه جدران عالية كي لا تدنسها/ تدنسهن أي نظرة من الخارج.
"شيء طبيعي! يجب الحفاظ على زوجاتنا". فأصبحت الزوجة الرابعة للحاج عمرو، في هذا الفضاء الروائي تدور رحى الرواية، لتعالج موضوعة تعدد الزوجات في المجتمع الإفريقي المسلم. ولتكشف كذب الإنسان على نفسه وتبريره كل شيء حتى العاطفة والزواج، كيف يقبل بسهولة كبيرة تعاسة الآخرين، عندما يعجز عن تغيير أي شيء من حياته والمقصود هنا المرأة والرجل معاً.