قبل عودتها للعمل.. كيف كان شكل المقاهى قديما ولماذا يحبها المصريون؟

يبدو قرار عودة المقاهى للعمل، كان أكثر القرارات التى أثارات انتباه الناس من بين جميع القرارات الحكومية التى صدرت أمس أول، حيث قرر مجلس الوزراء بدء تخفيف إجراءات الغلق التى تم اتخاذها منتصف مارس الماضى، بداعى انتشار فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، ولقى قرار عودة المقاهى رواجا كبيرا بين رواد مواقع التواصل الاجتماعى. ويبدو أن عودة المقاهى لن يكون كما كانت عليه فى عصر ما قبل كورونا، حيث سيتم تطبيق نسبة 25% فقط من سعة المقهى، مع منع الشيشة وكافة الألعاب المسلية، مثل الدومينو، والطاولة، والشطرنج، وهو ما سيحول المقهى لمجرد مكان لاجتماع الاصدقاء. المصريون من أكثر شعوب العالم ارتباطا بالمقاهى، ويرتاد عدد كبير من المصريين على المقاهى فى الأيام الطبيعية بشكل يومى، لكن يبدو أن شكل المقهى بالتأكيد سوف يتغير، خاصة مع تطبيق قرار غلق المقاهى فى الساعة العاشرة مساء، فكيف كان شكل المقهى قديما وكيف كان دورها فى حياة المصريين، ولماذا أحبها المصريون وارتبطوا بها لهذا الحد؟ بحسب الأديب الكبير الراحل جمال الغيطانى فى كتابه "ملامح القاهرة فى ألف عام" كانت المقاهى حتى انتشار المذياع فى مصر، مخصصة لرواة قصص السير الشعبية، وكان اصحاب المقاهى يستقدمون رواة القص، وبعضهم يعرف باسم "الهلالية" لتخصصهم فى سيرة أبى زيد الهلالى، والبعض الآخر يعرف باسم "الظاهرية" نسبة إلى الظاهر بيبرس، وكانت هناك قصص أخرى تروى بالمقاهى، مثل قصة سيف ابن ذى يزن، وألف ليلة وليلة، وسيرة عنترة العبسى، وكان المنشدون يتخذون آلات الطرب كالربابة والعود، وقد قضى الراديو على هذه الطائفة قضاء مبرما. ووفقا للغيطانى، يمكن القول إن العصر الذهبى لمقاهى القاهرة كان النصف الأول من القرن العشرين، خاصة فى العشرينات والثلاثينات، وكانت القاهرة الجميلة الهادئة وقتئذ، تزخر بالعديد من المقاهى، وكان بعضها مجمعا للفنانين مثل مقهى نوبار. ويرى جمال الغيطانى، أن العصر الذهبى للمقهى قد ولى، ولكن هذا لا يعنى تقلصها أو انحسارها، صحيح أن المقاهى التى تفتح حديثا نادرة للغاية، كما أن محلات تقديم المشروبات ووجبات الطعام السريعة تنتشر الآن، ولكن لا تزال آلاف المقاهى تعج بالزبائن، فكل مقهى منها يمثل وحدة سياسية واقتصادية واجتماعية وإنسانية، فيه تصب كل العناصرل التى يتشكل منها المجتع، الرأى العام يتشكل فى المقهى، وخلال الفترات التى ينتخب فيها أعضاء البرلمان، يكون المقهى هو المكان الذى تنطلق منه وتتركز فيه الدعاية، ويطوف المرشح بمقاهى المنطقة، ويجلس إلى الرواد ويتحدث إليهم ويتودد إليهم وقد يدعو كل الجالسين لشرب الشاى أو القهوة. ويرتبط المصريون بالمقاهى ارتباطا كبيرا، ولكل منهم مقهاه المفضل الذى يقع عادة بالقرب من سكنه أو مقر عمله، ففى المقاهى يتخذ البعض مقرا ثابتا لأعمالهم التجارية، مثل السماسرة والمقاولين، كما يطوف بها الباعة الجائلين يحملون بضاعتهم التى تتشكل من أقلام الحبر والنظارات، ويرى البعض أن المقاهى أماكن يتبدد فيها الوقت.








الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;