نشاهد اليوم لوحة "طريق العودة إلى البيت" للفنان الفرنسى يوجين جيرارديت، الذى عاش فى الفترة بين عامى (1853-1907)، وهذه اللوحة هى استكمال للوحة التى نشرناها أمس بعنوان "جنى التمر" التى أبدعها الفنان فى عام 1890.
وقد ذكرنا أن "يوجين جيرارديت" كان قد بدأ زيارة منطقة شمال أفريقيا فى عام 1874 وزار مصر وكان مغرما برسم البدو وحياتهم، كما كان مصرا على اصطياد لحظات حميمية بين الإنسان والطبيعة.
ونشاهد فى اللوحة "الفتى" فى طريق العودة إلى البيت، وقد اصطحب معه ما جناه من "تمر" ومعه حماره والماعز، الذى لم تظهر فى لوحة الأمس، لكنه يمنح اللوحة حيوية ضرورية وبالمجمل نرى قدرا كبيرا من جمال الطبيعة تحيط باللوحة من كل جانب.
لم تقترب اللوحة من وجه "الفتى" لأننا قد عرفناه من اللوحة السابقة، كما أن الفنان يريد أن يمنح مساحة لكل عناصر العمل الفنى، وهى متعددة حيث ظهر الماء جاريا أيضا، ومن الواضح أن الفنان الفرنسى كان واعيا بسطوة الطبيعة وسيطرتها على اللوحة وأنه قصد ذلك وسعى إليه بقوة.
لا يزال اللونان الأخضر والأصفر هما المسيطران على ألوان اللوحة، حتى الجدران التى ظهرت اليوم، يميل لونها إلى الأصفر أيضا، فى دلالة على أن البيئة التى صورتها اللوحة هى ابنة هذين اللونين لا غير.
