"الكحل".. من الغواية للعبادة للعلاج.. ما حكايته مع المصريين؟

منذ فجر التاريخ ويرتبط المصريون بـ"الكحل" الذى مثل لديهم وسائل متعددة، فهو وسيلة للتجميل، وأخرى للتعبد، وأيضا وسيلة للعلاج، فتحول مع الزمن رمزا من رموز التجميل والأناقة عند المرأة، كذلك واحد من وسائل علاج العين، كما أنه لا يزال له صدى دينى، حيث من عادات المصريين "التكحل" فى سبت النور، أحد الأعياد المسيحية، بوضع الكحل فى العين، وهو سنه إسلامية أيضا. ومنذ الدولة الفرعونية القديمة، وكانت أدوات التزيين والتجميل مهمة للنساء والرجال فى ذلك الزمان، حيث استخدموا الكحل، وأحمر الشفاه، وغيرها من مستحضرات التجميل المتعارف عليها، وتشتهر شخصيات كليوباترا، ونفرتيتي، بالكحل الأسود للعينين، واللون الأزرق على الجفون. ويعتقد أن الكحل اخترعه قدماء المصريين، الفترة من 3500 – 4000 قبل الميلاد، وظهرت بالآثار المصرية عيون المعبود (رع) محددة بشكل مذهل، كما استخدم لتزيين عيون الملوك وتعتبر تزيين العين الفرعونية منفردة ومعروفة فى كل الفنون، وكان يصنع بخلط "السخام (سواد الحلة) مع معدن يسمى جالينا ينتج عنه معجون أسود". وظهرت عيون بعض قدماء المصريين مزينة بالكحل الأخضر، وهو نتيجة خلط المرمر، واعتقدت النساء قديمًا أن المرمر قدم لهن من الآلهة حتحور "آلهة الحب"، والذى يتم استخدامه مع الجالينا، ويحوى أكسيد النحاس والسيليكون والتلك وبودرة قشور اللوز ودهون بعض الحيوانات مثل البقر. وبحسب الباحثين فإن المصريين القدماء لم يضعوا مستحضرات التجميل على وجوههم، لمجرد تحسين مظهرهم، بل استخدموا المساحيق أثناء طقوسهم المعتادة لتحمل أيضاً معنى رمزي، ولكنهم، في جميع الأحوال، التزموا بروتين وضع المساحيق بجدية، إذ يشتق المصطلح الهيروغليفي لفنان التجميل من كلمة "سيش"، والتي تعني الكتابة أو النقش، مما يشير إلى المهارة الكبيرة التي تتطلب من الشخص وضع الكحل أو أحمر الشفاه. واستخدم الكحل في الحضارة الفرعونية للنساء والرجال، لحماية أعينهم من شمس الصحراء الحارقة، إذ تعود أصول كلمة "Make Up Pallete"لمصطلح "To protect" أو "الحماية" باللغة العربية، حيث اعتقد المصريون منذ القدم وربما حتى الآن، أن لاستخدام الكحل فوائد عديدة، فمنها حماية العين من أشعة الشمس القوية في المناطق الصحراوية والحارة، كما أن البعض كان يعتقد أن الكحل يحمي العين من بعض أمراض العين، ولذا كان يوضع للأطفال حديثي الولادة والأطفال صغار السن، بغض النظر عن جنس الطفل، لتقوية العين أو لحمايتها من العين الشريرة أو الحسد، كما يعتقدون.










الاكثر مشاهده

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

;