"ابك كالنساء ملكا لم تدافع عنه كالرجال".. حقيقة المقولة الشهيرة عند سقوط الأندلس

"نعم، ابكِ كالنساءِ ملكاً لم تدافع عنه كالرجال".. هكذا ينسب لـ عائشة أم الأمير أبو عبد الله محمد الثانى عشر المعروف بأبى عبد الله الصغير، آخر ملوك الأندلس الذى سلم غرناطة للملك فرناندو والملكة إيزابيلا، ليطوى صفحة سبعة قرون ويزيد من الوجود الإسلامى سطرت خلالها معالم الفردوس الذى تتغنى به الحضارات إلى الآن. وتمر اليوم الذكرى الـ527، على توقيع اتفاقية بين الملك أبو عبد الله محمد الثانى عشر آخر ملوك المسلمين فى الأندلس، وملك القشتاليين، باع له الأول بمقتضاها كل أملاكه فى الأندلس ثم غادرها، وذلك فى 7 أغسطس سنة 1493، لينتهى بذلك الحكم الإسلامى فى الأندلس نهائيا. وتبدو المقولة سالفة الذكر أكثر الأقاويل المشهورة عن سقوط الأندلس، وكأنها تعبير عن ضعف وجبن آخر حكام المسلمين فى الأندلس، حيث رفض المسلمون لهذه الاتفاقية، وبسبب رفض أهل غرناطة لها اضطر المسلمون للخروج فى جيش عظيم للدفاع عن المدينة، ولأن أبا عبد لله الصغير لم يستطع الإفصاح عن نيته فى تسليم المدينة حاول نشر اليأس فى نفوس الشعب من جهات خفية إلى أن توقفت حملات القتال وتم توقيع اتفاقية عام 1491م تنص على تسليم المدينة وتسريح الجيش ومصادرة السلاح. ويقال إن الأمير الأندلس أجهش بالبكاء بعد تسليم المدينة، فقالت له أمه تلك المقولة التاريخية، إلا أن الكثير من المؤرحين ينفون هذه الواقعة من الأساس، مدللين على ذلك بأن أبو عبد الله لم يبك، ولم توبخه أمه، والحقيقة أن صاحب هذه الرواية هو أنطونيو جيفارا الذى يعتبر الأب الروحى لفكرة تفوق العنصر الأوروبى وضرورة تطهير إسبانيا من المسلمين وغير المسيحيين بصفة عامة. وبحسب عدد من المؤرخين، فإنه عندما ولد أبو عبد الله فى قصر الحمراء سنة 1459، كانت الحملة الصليبية بلغت مرحلتها النهائية واستعادت تقريبا كل المناطق التى كانت تسعى خلفها، ولم يبق سوى إمارة غرناطة التى كانت تعيش عزلة وحصارا وتهديدا أمنيا كبيرا وانعداما للاستقرار بسبب الصراع بين الأسر على كرسى الإمارة. فى هذه الظروف ولد الأمير أبو عبد الله، أى أنه لم يكن مسؤولا عن ضياع الأندلس، وإنما جاء لهذه الدنيا وقد ضاع الجزء الأكبر منها، أما على مستوى عائلته فقد رأى النور فى جو من العنف والمؤامرات والتطاحن رغبة فى المُلك، بل إن منجمى البلاط فى قصر الحمراء أطلقوا على أبى عبد الله لقب الزغبي؛ أى أنه سيجلب الشؤم لأهله. وكمثال على البيئة الدموية التى ترعرع فيها الأمير، فهو أنه كان شاهدا وهو طفل فى الخامسة من عمره على مذبحة بنى سِرّاج التى تقول الروايات التاريخية إن جده هو المسؤول عنها، وتذهب روايات أخرى إلى أن والد أبى عبد الله هو من نفذها. وقعت هذه الواقعة التاريخية عندما قرر أبو الحسن (والد أبى عبد الله الصغير) أن يفتك ببنى سراج الذين كان لهم نفوذ كبير فى غرناطة وكانت هناك شكوك عن اتصالهم سرا بالقشتاليين للإطاحة ببنى الأحمر من الحكم، فما كان من أبى الحسن إلا أن أعد لهم وليمة ودعا كل كبار بنى سراج بذريعة عقد الصلح، ثم أمر بقتلهم جميعا داخل قاعة فى قصر الحمراء تسمى الآن باسم هذه المذبحة.



الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;