تنتشر ديانة اليوروبا فى غرب أفريقيا، ومن المرجح أنها الديانة الأفريقية التى تضم فى صفوفها أكبر عدد من الممارسين (أكثر من 15 مليون) فى نيجيريا كما فى البلدان المحاذية مثل بنين، وفى الفترة الأخيرة أنجز عدد لا بأس به من المتخصصين فى الدراسات الأفريقية أعمالا تكشف عن أسرار هذه الديانة.
ويقول كتاب "معجم الأديان" لـ يوان . ب. كوليانو، ترجمة وتقديم وتعليق خليد كدرى، وصدرت ترجمته عن مؤسسة مؤمنون بلا حدود، حتى بداية القرن العشرين كان شعب اليوروبا لا يزال خاضعا لسيطرة إحدى الأخويات السريات، التى كانت تنصب أعلى ممثل للسلطة العمومية (الملك).
وأن يكون المرء عضوا فى هذا النادى المغلق معناه القدرة على الكلام بلغة غير مفهومة من قبل الغرباء، ومعناه كذلك تعاطى بعض الصنائع الفنية المقدسة والعريقة، التى ليست فى متناول عامة اليوروبا، ويبقى الوجه الباطنى لعبادة الأوجبونى ملفوفا بحجب السرية والغموض.
فى المركز: هناك أونيل، الآلهة – الأم العظمى، سيدة إيل الذى هو "العالم" البدئى على حالته (العمائية) قبل أن يكتسب هيئة منظمة، ويتعارض إيل من جهة أخرى مع "أورون" التى هى السماء بوصفها مبدأ منظما، ومن جهة أخرى مع "آى" العالم المأهول، الذى ينشأ من تدخل أورون فى إيل .
فى حياة اليوروبا ينطوى على اللغز المحير المتمثل فى الازدواجية النسوية، فالإلهة "يموجا" تحبل من ولدها "أرونجان" ويسفر ذلك عن ميلاد عدة آلهة وأرواح، و"يموجا" هى ربة ساحرات اليوروبا، اللواتى يتخذنها مثالا يحتذى بسبب سيرتها الاستثنائية والمضطربة فى الحياة، وهناك وضعية أخرى تتصل بالسحر هى العقم وتمثلها الإلهة أولوكون زوجة أودودوا.
ونجد وضعية ثالثة تفضى إلى السحر ويتعلق الأمر بفينوس اليوروربا، الإلهة أوسون، بطلة سلسلة كاملة من حالات الطلاق والفضائح المخزية، وهى التى اخترعت فنون السحر وتعدها الساحرات واحدة منهم.
ويركن العالم المنظم بعيدا عن إيل، أما الخالق فهو "أوباطالا" الإله الذى يصور الجنين فى بطن أمه، وبمعية "أوباطالا" هذا بعث "أورورن" إلى "آى" بإله النبوءات "أورونميلا" الذى لا تخلو بيوت اليوروبا التقليدية من أدوات العرافة الخاصة به، وتعد عرافة إيفا نوعا من الجيومانسيا الواردة من بلاد العرب.
وتشتمل هذه العرافة على ستة عشر شكلا أساسيا يتحد الكشف المطلوب بنوع من الهيئة المؤتلفة منها.
