ألقت الحرب العالمية الثانية بظلالها على جميع البلدان، وكانت مصر واحدة من الدول المهمة فى المنطقة لها تأُيرها رغم ظروفها فهى واقعة تحت الاحتلال البريطانى، وقد كان للملك فاروق رأى فى الحرب وكانت لأمه الملكة الأم نازلى رأى مختلف تماما، وهذا ما سنعرفه.
يقول كتاب "تاريخ للبيع" لـ محسن أحمد، والصادر عن سلسلة كتاب اليوم، وقد اعتمد الكتاب على وثائق بريطانية تتعلق بالحرب العالمية الثانية، كان ثلاثة يحكمون مصر عندما قامت الحرب فى أوروبا فى سبتمبر 1939، الملك فاروق يجلس على العرش، وعلى ماهر يتولى رئاسة الوزراء، والسير مايلز لامبسون، هو ممثل حكومة صاحب الجلالة الملك جورج السادس ملك بريطانيا.
الملك يعتقد أن ألمانيا ستنتصر فى الحرب، وأمه نازلى تؤمن أن النصر سيكون للانجليز لا للألمان.
عندما سقطت مدينة البردية – آخر المدن الليبية على حدود مصر – فى يد الإنجليز، سجل أحد رجال بوليس القصر الملكى – وهو من أصدقاء الملكة فريدة المقربين، مكالمة تليفونية بين الملكة نلازلى ومراد محسن باشا ناظر الخاصة الملكية، وسلم صديق الملكة نص التسجيل إلى السفير البريطانى الذى بعث به فورا إلى أنتونى أيدن وزير الخارجية.
قالت الملكة نازلي:
هل ترى كيف ينتصر الإنجليز فى الحرب.
ألم أقل لكم إنهم سينتصرون. إنى كنت واثقة من ذلك ولكن فاروق – لسوء الحظ – قلت له اترك نسبة ولو 10% فقط لانتصار الإنجليز ولا تظهر عداءك لهم، ولكنه لا يستمع لي.
إنى لا أفهم هذا الولد. إنه عنيد، يستمع فقط لسائق سيارته وللإيطاليين من حوله.
أجاب مراد محسن: إنه لا يزال صغيرا.
