هل سمعت عن سرية عمرو بن أمية الضمرى.. ما يقوله التراث الإسلامى

نواصل أحداث التاريخ الإسلامى فى العام للرابع للهجرة، ونتوقف مع عدد من الأحداث الحربية، ومنا سرية ترأسها عمرو بن أمية الضمرى، فما الذى يقوله التراث الإسلامى فى ذلك؟ يقول كتاب البداية والنهاية لـ الحافظ ابن كثير "سرية عمرو بن أمية الضمرى" قال الواقدى: حدثنى إبراهيم بن جعفر، عن أبيه وعبد الله بن أبى عبيدة، عن جعفر بن الفضل بن الحسن بن عمرو بن أمية الضمري، وعبد الله بن جعفر، عن عبد الواحد بن أبى عوف، وزاد بعضهم على بعض قالوا: كان أبو سفيان بن حرب قد قال لنفر من قريش بمكة: أما أحد يغتال محمدا فإنه يمشى فى الأسواق فندرك ثأرنا؟ فأتاه رجل من العرب فدخل عليه منزله، وقال له: إن أنت وفيتنى وخرجت إليه حتى أغتاله، فإنى هاد بالطريق خريت، معى خنجر مثل خافية النسر. قال: أنت صاحبنا، وأعطاه بعيرا ونفقة، وقال: اطوِ أمرك فإنى لا آمن أن يسمع هذا أحد فينميه إلى محمد. قال: قال العربي: لا يعلمه أحد. فخرج ليلا على راحلته فسار خمسا، وصبَّح ظهر الحى يوم سادسه، ثم أقبل يسأل عن رسول الله ﷺ حتى أتى المصلى، فقال له قائل: قد توجه إلى بنى عبد الأشهل. فخرج الأعرابى يقود راحلته حتى انتهى إلى بنى عبد الأشهل، فعقل راحلته، ثم أقبل يؤم رسول الله ﷺ فوجده فى جماعة من أصحابه يحدث فى مسجده، فلما دخل ورآه رسول الله ﷺ قال لأصحابه: "إن هذا الرجل يريد غدرا والله حائل بينه وبين ما يريده". فوقف وقال: أيكم ابن عبد المطلب؟ فقال له رسول الله ﷺ: "أنا ابن عبد المطلب" فذهب ينحنى على رسول الله ﷺ كأنه يُساره، فجبذه أسيد بن حضير وقال: تنح عن رسول الله ﷺ، وجذب بداخل إزاره فإذا الخنجر. فقال: يا رسول الله هذا غادر فأسقط فى يد الأعرابي، وقال: دمى دمى يا محمد. وأخذه أسيد بن حضير يلببه، فقال له النبى ﷺ: "اصدقنى ما أنت، وما أقدمك؟ فإن صدقتنى نفعك الصدق، وإن كذبتنى فقد اطلعتُ على ما هممت به". قال العربي: فأنا أمن؟ قال: "وأنت أمن..." فأخبره بخبر أبى سفيان، وما جعل له فأمر به فحبس عند أسيد بن حضير ثم دعا به من الغد فقال: قد أمنتك فاذهب حيث شئت، أو خير لك من ذلك. قال: وما هو؟ فقال: أن تشهد أن لا إله إلا الله وأنى رسول الله، فقال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأنك أنت رسول الله، والله يا محمد ما كنت أفْرقُ من الرجال، فما هو إلا أن رأيتك فذهب عقلى وضعفت، ثم اطلعت على ما هممت به فما سبقت به الركبان، ولم يطلع عليه أحد، فعرفت أنك ممنوع، وأنك على حق، وأن حزب أبى سفيان حزب الشيطان. فجعل النبى ﷺ يتبسم، وأقام أياما ثم استأذن النبى ﷺ فخرج من عنده، ولم يسمع له بذكر، وقال رسول الله ﷺ لعمرو بن أمية الضمري، ولسلمة بن أسلم بن حريش: "أخرجا حتى تأتيا أبا سفيان ابن حرب فإن أصبتما منه غرة فاقتلاه". قال عمرو: فخرجت أنا وصاحبى حتى أتينا بطن يأجج فقيدنا بعيرنا، وقال لى صاحبي: يا عمرو هل لك فى أن نأتى مكة فنطوف بالبيت سبعا ونصلى ركعتين؟ فقلت: أنا أعلم بأهل مكة منك، إنهم إذا أظلموا رشُّوا أفنيتهم ثم جلسوا بها، و إنى أعرف بمكة من الفرس الأبلق، فأبى على فانطلقنا فأتينا مكة، فطفنا أسبوعا وصلينا ركعتين، فلما خرجت لقينى معاوية بن أبى سفيان فعرفني، وقال: عمرو بن أمية واحزناه. فنذر بنا أهل مكة فقالوا: ما جاء عمرو فى خير، وكان عمرو فاتكا فى الجاهلية، فحشد أهل مكة وتجمعوا، وهرب عمرو وسلمة، وخرجوا فى طلبهما واشتدوا فى الجبل. قال عمرو: فدخلت فى غار، فتغيبت عنهم حتى أصبحت، وباتوا يطلبوننا فى الجبل، وعمى الله عليهم طريق المدينة أن يهتدوا له، فلما كان ضحوة الغد أقبل عثمان بن مالك بن عبيد التيمى يختلى لفرسه حشيشا، فقلت لسلمة بن أسلم: إذا أبصرنا أشعر بنا أهل مكة، وقد انفضوا عنا، فلم يزل يدنو من باب الغار حتى أشرف علينا. قال: فخرجت إليه فطعنته طعنة تحت الثدى بخنجري، فسقط وصاح فاجتمع أهل مكة فأقبلوا بعد تفرقهم، ورجعت إلى مكانى فدخلت فيه، وقلت لصاحبي: لا تتحرك فأقبلوا حتى أتوه وقالوا من قتلك؟ قال: عمرو بن أمية الضمري، فقال أبو سفيان: قد علمنا أنه لم يأت لخير، ولم يستطع أن يخبرهم بمكاننا فإنه كان بآخر رمق فمات، وشغلوا عن طلبنا بصاحبهم فحملوه، فمكثنا ليلتين فى مكاننا حتى سكن عنا الطلب، ثم خرجنا إلى التنعيم، فقال صاحبي: يا عمرو بن أمية هل لك فى خبيب بن عدى ننزله؟ فقلت له: أين هو؟ قال: هو ذاك مصلوب حوله الحرس. فقلت: أمهلنى وتنح عني، فإن خشيت شيئا فانج إلى بعيرك فاقعد عليه، فأت رسول الله ﷺ فأخبره الخبر، ودعنى فإنى عالم بالمدينة. ثم استدرت عليه حتى وجدته فحملته على ظهري، فما مشيت به إلا عشرين ذراعا حتى استيقظوا، فخرجوا فى أثري، فطرحت الخشبة فما أنسى وجيبها - يعنى صوتها - ثم أهلت عليه التراب برجلي، فأخذت طريق الصفراء فأعيوا ورجعوا، وكنت لا أدرى مع بقاء نفسي. فانطلق صاحبى إلى البعير فركبه، وأتى النبى ﷺ فأخبره، وأقبلت حتى أشرفت على الغليل: غليل ضنجنان فدخلت فى غار معى قوسى وأسهمى وخنجري، فبينما أنا فيه إذ أقبل رجل من بنى الديل بن بكر أعور طويل، يسوق غنما ومعزى فدخل الغار وقال: من الرجل؟ فقلت: رجل من بنى بكر. فقال: وأنا من بنى بكر، ثم اتكأ ورفع عقيرته يتغنى ويقول: فلست بمسلم ما دمت حيا * ولست أدين دين المسلمينا فقلت فى نفسي: والله إنى لأرجو أن أقتلك. فلما نام قمت إليه فقتلته شر قتلة قتلها أحد قط، ثم خرجت حتى هبطت، فلما أسهلت فى الطريق إذا رجلان بعثهما قريش يتجسسان الأخبار فقلت: استأسرا فأبى أحدهما فرميته فقتلته، فما رأى ذلك الآخر استأسر، فشددته وثاقا. ثم أقبلت به إلى النبى ﷺ، فلما قدمت المدينة أتى صبيان الأنصار وهم يلعبون، وسمعوا أشياخهم يقولون: هذا عمرو، فاشتد الصبيان إلى النبى ﷺ فأخبروه، وأتيته بالرجل قد ربطت إبهامه بوتر قوسي، فلقد رأيت النبى ﷺ وهو يضحك، ثم دعا لى بخير. وكان قدوم سلمة قبل قدوم عمرو بثلاثة أيام. رواه البيهقي. وقد تقدم أن عمرا لما أهبط خبيبا لم ير له رمة ولا جسدا، فلعله دفن مكان سقوطه، والله أعلم. وهذه السرية إنما استدركها ابن هشام على ابن إسحاق، وساقها بنحو من سياق الواقدى لها، لكن عنده أن رفيق عمرو بن أمية فى هذه السرية جبار بن صخر، فالله أعلم، ولله الحمد.



الاكثر مشاهده

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

;