ناقد وروائى وكاتب دراما فرنسية هو أوكتاف ميربو، والذى يعد من أشهر كتابأوروبا شعبية، وترجمت أعماله لأكثر من 30 لغة، واليوم تمر ذكرى ميلاده ووفاته أيضا، حيث إنه رحل عن عالمنا فى نفس يوم عيد ميلاده الـ69، إذ ولد فى 16 فبراير من عام 1848م، ورحل فى 16 فبراير من عام 1917م.
شارك ميربو فى حرب عام 1870 بين ألمانيا وفرنسا، وعقب ذلك بدأ عمله الصحفى وأعماله الروائية التى كان ينشرها بأسماء آخرين، إلى أن أعلن دعمه للخط الفوضوى فى بلاده، بدأ يكتب باسمه، وذلك ما بين عامى "1884-1885"، ومنذ ذلك الحين، وضع قلمه فى خدمة القيم الأخلاقية والجمالية، كما انه جسد صورة المثقف الملتزم فى أعمال الدولة من دون أى مشاركة فى أى حزب.
كانت أولى رويات ميربو هى Le Calvaire عام 1886، تناول فيها موضوعا شخصيا وتجربة مر بها، وهى علاقته بسيدة سيئة السمعة، والذى سماها فى الرواية جولييت روكس، وفى عام 1888 أصدر روايته L'Abbé Jules والتى تأثر فيها بأسلوب دستويفسكى وكانت الأولى من نوعها فى الأدب الفرنسى، وفى عام 1890م كتب رواية "سياستيان روش"، يتناول فيها تجربته حين كان طالبا فى مدرسة يسوعية فى فان، وفيها يتم الاعتداء جنسيا على سيباستيان ذى الثلاث عشرة ربيعا أحد شخصيات الرواية، ويدمر هذا الاعتداء حياته.
كان ميربو أيضًا ناقدًا فنيًا فكتب عن الحركات الانطباعية والتقدمية، واعتبرها أساس الثورة الثقافية فى فرنسا، كما أسس أكاديمية كونكور، ويرجع الفضل إليه فى اكتشاف الأديب البلجيكى موريس ميترلينك الحاصل على جائزة نوبل لاحقا، كما ساهم فى تسليط الضوء على العديد من الأقلام الشابة فى تلك الفترة.
كتب ميربو أكثر من 2000 قصة، إلى جانب مقالاته عن المسرح والرواية، ورغك كل هذا الانتاج إلا أنه كان يعانى من الاكتئاب، والذى تناوله عدة مرات فى أعماله حتى الكوميدية منها، ورحل عن عالمنا تاركًا ثروة ضخمة من الأعمال منها الروايات "الجمجة، قس جولس، سابستيان روش، فى السماء، حديقة التعذيب، يوميات خادمة، يوماً من ضعف الأعصاب، الخطة، الدينجو، رجل نبيل، مذكرات صديقى"، ومن أبرز مسرحياته "الرعاة السيئون، التجارة هى التجارة، لو فواييه".
