رمسيس الثانى.. لماذا هاجمه عالم المصريات برستيد ودافع عنه سليم حسن؟

احتفل المصريون اليوم بظاهرة تعامد الشمس على وجه الملك رمسيس الثانى بقدس الأقداس داخل معبده الكبير بأبوسمبل، وهى الظاهرة الفريدة التى تتكرر مرتين كل عام. لكن ما الذى نعرفه عن بدايات رمسيس الثانى، وتعتمد في ذلك على موسوعة مصر القديمة للعالم المصرى سليم حسن: من الموضوعات المعقدة التى كانت ولم تزَل تعترض المؤرِّخ عند فحص تاريخ "رعمسيس الثانى" لأول وهلة، مسألة اشتراكه فى الحكم مع والده "سيتى الأول" قبل أن يتربع على عرش البلاد منفردًا مدة طويلة بلغت أكثر من جيلين من الزمن، وقد تناول بحث هذا الموضوع أخيرًا الأثرى "كيث سيلى" فى مقال رائع فصل القول فيه على ضوء الآثار العدة التى أقامها هذا الفرعون هو ووالده "سيتى الأول"، وقد وصل فعلًا إلى بعض نتائج تستوقف النظر، وسنتكلم عنها هنا بعض الشيء ليرى القارئ مقدار ما فيها من صواب. ودلت الوثائق التى وُجدت على آثار "رعمسيس الثانى" التى أقامها، أو اشترك فى إقامتها فى أثناء حكمه مع والده، على أن ادعاء هذا الفرعون باشتراكه مع والده فى الحكم كان ادعاء حقيقيًّا لا غبار عليه، غير أن هذه الحقيقة قد أنكرها الأستاذ "برستد"، وشايعه فى رأيه بعض المؤرخين مثل الأستاذ "زيته"، وغيره. وفسر الأستاذ "برستد" إضافة "رعمسيس الثاني" صورته إلى بعض نقوش المناظر الحربية التى لوالده على جدران معبد الكرنك بأنها غش وتزوير فى الوثائق التاريخية الأصلية، وأن غرض "رعمسيس" من ذلك قلب الحقائق؛ ليبرهن للعالم مقاسمته لوالده فى الحروب التى قام بها، وأن والده قد أشركه منذ نعومة أظفاره معه فى عرش الملك مدة حياته، ثم انفرد به من بعده، ولكن التحليل والفحص الدقيق لنقوش المعابد من حيث موضوع مادتها، وطراز نقشها، وترتيبها قد أسفر عن ظهور صورة واضحة تتفق فى معظم تفاصيلها مع الاقتباس الذى يدَّعى "رعمسيس الثاني" أنه مقتبس من كلمات والده التى فاه بها، كما وردت فى نقش الإهداء العظيم الذى حفره "رعمسيس" على جدران معبد "العرابة المدفونة" بعد موت والده، وقد أرِّخ بالسنة الأولى من حكم هذا الفرعون، وهو أعظم وثيقة وصلت إلينا عن فاتحة حكمه، عندما انفرد بالمُلك بعد وفاة والده. وفى هذه الوثيقة يدَّعى "رعمسيس" أن والده قد عينه "الابن الأكبر، والأمير الوراثي، ورئيس المشاة والفرسان" ثم يستمر قائلًا: "وعندما ظهر والدى للملأ كنت لا أزال طفلًا بين ذراعيه، وقد قال عني: توِّجوه ملكًا حتى أستطيع رؤية جماله وأنا عائش معه." وعلى ذلك اقترب رجال البلاط ليضعوا التاج المزدوج على رأسي، وقد تكلم عني، وهو لم يزل على الأرض قائلًا: "ضعوا له التاج على رأسه".




الاكثر مشاهده

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

;