تعرف على أبرز المعالم التاريخية بمدينة إسنا بعد افتتاح وكالة الجدواى

مدينة إسنا التى تقع جنوب محافظة الأقصر، تضم العديد من المبانى التاريخية والأثرية التى تتميز بطابع خاص، فنجد بها أول مسجد بنى فى المدينة وهو مسجد العمرى، كما بها أقدم الديرة وهما دير القديس "متاؤس الفاخورى" و"ديرالشهداء"، ومن ضمن ما تحتويه المدينة وكالة الجداوى الأثرية وهى تشكل بانوراما أثرية مع معبد إسنا الرومانى ومأذنة الجامع العتيق وأيضا النموذج الفريد لبقية آثارإسنا، والتى افتتحها الدكتور الدكتور خالد العنانى وزير السياحة والآثار، أمس، وذلك بعد الانتهاء من مشروع ترميمها وتطويرها بتمويل من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية "USAID"، ولهذا نستعرض عبر التقرير التالى أبرز المعالم التاريخية بالمدينة. وكالة الجداوى وكالة الجداوى منشأة تجارية شيدها حسن بك الجداوى سنة 1207هـ/ 1792 م، الذى كان مملوكا لعلى بك وهو أحد أفراد حاشية محمد بك أبو الذهب، وتولى إمارة إسنا بالاشتراك مع مراد بك، فى عهد الحملة الفرنسية، وسميت بالجداوى لأنه تولى إمارة جدة فى عهد على بك الكبير سنة 1184هـ، وتقع وسط مدينة إسنا بالناحية الشمالية بالقرب من معبد الإله خنوم بإسنا وعلى مقربه من نهر النيل وتبلغ مساحة وكالة الجداوى حوالى 2321 متر. إن الوكالة الإسلامية كانت محطة للقوافل التجارية السودانية، والتبادل التجارى بإسنا بين مصر والسودان، وذلك لاتصالها بدرب الأربعين الذى يصل من دارفوروأسيوط، حيث كانت مصر تستورد من السودان أعشاب طبية، وجمال وخيول، كما كانت السودان تستورد من مصر السكر والشاي، بالإضافة إلى الزيوت. والوكالة كانت تستخدم كمقر ومنزل للتجاروالبيع والشراء للسلع حيث كانت إسنا تشتهر فى ذلك الوقت بكونها مركزًا للتبادل التجارى فى صعيد ومن أشهرالبضائع التى كانت تباع بالوكالة السلال والمصنوعات الخفيفة المصنوعة من سعف النخيل المصبوغ بألوان متعددة الأقمشة القطنية الخام الناعمة والشيلان المعروفة باسم الحلاية الذى كان يعد أكثر الملابس ضرورة عند سكان مصر فى ذلك الوقت خاصة لمن يقومون بالسفر, فكان بالنسبة لهم الفراش والجبة والخيمة, وكانوا يطوقون به رقابهم وهو أعظم مكافأة يمكن أن يقدمها السيد لخادمه تعبيرا عن رضائه عنه وعرف عن إسنا قديما وجود العديد من مصانع الأوانى الفخارية والمعاصر التى كان أشهر إنتاجها زيت الخس . وتعد وكالة الجداوى من أهم الوكالات التجارية فى صعيد مصر وهى مسجلة فى عداد الآثار الإسلامية والقبطية بالقرار الوزارى رقم10357 لسنة 1951 م . وكما وصفت صفحة إسنا الرسمية أن الوكالة تطل واجهة الوكالة على معبد إسنا بارتفاع 8 أمتار، تعلو واجهة باب الوكالة عتبة من الخشب منقوش عليها النص التأسيسى لها بالحفر الغائر، كتب على جانبها الأيمن "وبشر نصر من الله وفتح قريب, وبشر المؤمنين يا محمد قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد, هو الأول والآخر سبحانه وتعالى أحد صمد". أما الجانب الأيسر "دارالسعود بدار الخيروالنعم العظم السعد ربها والبشر لازمها طوبى لساكنها ناجى من الغم الله يحرسها من كيد حاسدها بجاه طه التهامى معدن الكرم عليه أذكى صلاة خالقنا مع السلامة من جاء بالحكم ربى يسر ولا تعسر ربى تمم بالخير تحريرا فى 12 شهر ربيع ثانى 1207 هـ ." ويوجد بداخلها طابقان يحتوى كل طابق على مخازن وغرف للعمال والمغتربين ومحلات تجارية، يفتح كل منها على ممر عبارة عن رواق مسقوف بـ "البراطيم" وجذوع النخيل، كما يوجد بها بهو مسقوف على شكل "صحن" مغطى بـ "خشخيشة" على شكل مخروطي، وتتكون الوكالة من فناء كبير تحيط به المحلات التجارية، كما تحتوى الوكالة على أربعين حجرة وملحقات أخرى تلتف فى طابقين . معبد إسنا يقع على بعد حوالى ١٠٠ مترًا من الضفة الغربية للنيل بمدينة إسنا، ويعود تاريخه إلى العصر الرومانى، حيث بدأ إنشاءه فى عصر الإمبراطور الرومانى كلاوديوس فى القرن الأول الميلادي، وانتهى تزينه بالنقوش فى عصر الإمبراطور ديسيوس بين عامى ٢٥١-٢٤٩. وكرس المعبد للإله خنوم فى هيئة الكبش، ومعه زوجتيه، وقد عانى خلال القرنين التاسع عشر والعشرين من الزحف العمرانى، فشيدت المنازل من حوله، حتى إن منزلا بنى أمام مدخله مباشرة متحكما فى حركة الخروج والدخول من وإلى المعبد. كما استخدم فى عصر محمد على باشا مخزنًا للقطن. وقد استطاعت وزارة السياحة والآثار فى أعادة نقوش المعبد الملونة بعدما عانت على مر القرون من تجمع طبقات سميكة من السناج والأتربة والاتساخات، بالإضافة إلى مخلفات الطيور والوطاويط، وعشش العناكب وكذلك تكلسات الأملاح. دير "الفاخورى" يقع دير الفاخورى على مسافة 18 كيلومترًا شمال غرب مدينة إسنا جنوب محافظة الأقصر، والذى يتواجد على بعد 6 كيلو مترات عن قرية أصفون ويضم رفات القديس "الأنبا متاؤس الفاخورى"، ويعتبر الدير من أحد أهم الأديرة التى احتفظت بأجزائها المعمارية الأثرية، ويرجع تاريخ إنشاء الدير إلى القرن الرابع الميلادى وهو أحد سلسلة أديرة الرهبان المنتشرة فى جنوب مصر التى تأسست على نظام القديس باخوميوس فى الرهبنة، حيث إن نظام القديس باخوميوس بالدير كان يقضى بأن يعيش الرهبان فى حياة مشتركة داخل الدير، وينسب دير الأنبا فاخورى إلى القديس متاؤس الفاخورى رئيس الدير فى القرن الثامن الميلادى، وهو الذى قام بتعمير الدير وأقام مبانيه، حيث أنه لقب بالفاخورى لأن صناعة الفخار كانت الحرفة الرئيسية للقديس متاؤس ورهبان الدير، وبنيت أسوار الدير من الطوب اللبن سمكها حوالى متر واحد وتم تدعيمها من الخارج بتحصينات قوية تمثلت فى دعائم ساندة وقد تهدمت معظم الأسوار الأصلية للدير. "دير الشهداء" يقع هذا الدير فوق تل مرتفع بقرية الديابات شرق مدينة أخميم، يرجع إلى القرنين السابع عشر والثامن عشر الميلاديين وذلك نظراً للتشابه بين هذا الدير ودير السيدة العذراء و دير الملاك ميخائيل فى التخطيط والوحدات المعمارية وكذلك وجود تاريخ على أحد أحجبة هياكل الدير مما يرجح تأريخيه إلى القرنين السابع عشر والثامن عشر. دير الشهداء يشغل مساحة مستطيلة الشكل، يحيط بها سور مبنى من الطوب اللبن ومغطى بطبقة من الملاط، وهو سور مدرج حيث أنه سميك من أسفل ويقل سمكه كلما اتجهنا إلى أعلى، يوجد برجين فى الجانبين الشمالى الغربى والجنوبى الغربى لتدعيم السور.مدخل الدير يقع فى جهة الغرب فى منتصف الواجهة الغربية للدير وهو مبنى من الطوب المنجور من اللونين الأحمر والأسود، يعلو المدخل عقد نصف دائرى بنى من الطوب المنجور يغلق عليه باب المدخل وهو مصنوع من الخشب قوام زخرفته مناطق مستطيلة تحتوى على زخارف هندسية من مستطيلات ومربعات ويتوسط الباب الخشبى فتحة باب صغيرة.يؤدى المدخل إلى فناء مكشوف، أرضيته مفروشة بالأحجار ذات الشكل المستطيل، يوجد بجنوب الفناء على يمين الداخل استراحة وعلى اليسار مكتبة ويقع فى منتصف الجدار الشرقى للفناء مدخل يؤدى إلى فناء أخروهو الفناء الذى يتقدم الكنيسة، يشغل هذا الفناء مساحة مستطيلة مكشوفة فرشت أرضيته بالأحجار المستطيلة ويوجد بهذا الفناء مجموعة من الوحدات وهى: السبيل، القلالى، المعمودية ومدخل كنيسة القديس أبو سيفين الذى يقع بالجهة الشرقية من الفناء وهو مشيد من الطوب المنجور يغلق عليه باب خشبى مزخرف بأشكال مسيحية.










الاكثر مشاهده

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

;