تتعلق أعين عشاق الكواكب بما يدور في سماء القاهرة، حيث تشهد ظاهرة فلكية مميزة باقتران القمر مع كوكب المشترى وحلقاته في مشهد بديع وتجربة تستحق المتابعة، والتي تعتبر من أهم الظواهر الفلكية التي تحدث على مدار العام، تحوي قيمة علمية كبيرة وفي الوقت نفسه تمنح المتعة لمحبي الفلك حيث يترائى لهم القمر وكوكب زحل في هيئة جسم واحد.
ونظرت العديد من الحضارات القديمة إلى كوكب المشترى، وارتبط بالعديد من القصص والأساطير القديمة، ومنها:
بلاد الرافدين
أطلقت عدة تسميات على كوكب المشترى فى حضارة العراق القديم من بينها كوكب مردوك (نجم الإله مردوك)، كما سمى أيضاً بالكوكب الأبيض، ومن التقارير الفلكية المقدمة إلى أحد الملوك تقرير فلكى طلب فيه الملك من أحد الفلكيين رصد مجموعة من الكواكب ومن ضمنها المشترى، وظهرت عدة اشارات فى النصوص الفألية الفلكية الى كوكب المشترى وربط راصده حركته فى السماء بما يحدث على الارض والتى غالبا ما تفسر على أنها نذير شؤم.
الإغريق
كوكب المشترى، المعروف أيضا باسم جوف، هو إله السماء والرعد، وكذلك ملك الآلهة فى الأساطير الرومانية القديمة، وجوبيتر هو الإله العلوى من آلهة الرومان، اعتبر المشترى المعبود الرئيسى لدين الدولة الرومانية فى العصور الجمهورية والإمبراطورية حتى أصبحت المسيحية الدين السائد.
كما كان زيوس ما يعادل كوكب المشترى فى الأساطير اليونانية، وهما يشتركان فى نفس الميزات والخصائص، نظرا لشعبية كوكب المشترى، واسمه الرومان أكبر كوكب فى النظام الشمسى من بعده.
العرب قبل الإسلام
وبحسب كتاب "العبادات الفلكية عند العرب قبل الإسلام: دراسة تاريخية" تأليف إدهام حسن فرحان العزاوى، فإن العرب لم تقتصر معرفتهم فى الفضاء بالنجوم الثابتة والقمر فقط، بل عرفوا الكواكب السيارة السبعة وميزوها عن تلك الثابتة.
وكان من ضمن تلك الكواكب التى ميزها العرب، كوكب المشترى، فاسمه لديهم مأخوذ من الشراء وهو الوضوح والظهور لضياء لونه وصفائه، ويقال أنه يسمى بذلك لحسنه وقيل لإنه نجم البيع والشراء، كان يسمى أيضا السعد الأكبر وأضافوا إليه الخيرات الكثيرة والسعادات العظيمة.