اللبنانية غادة الخورى: المبدع إذا لم تمسه قضايا وطنه فليعمل حدادًا

كاتبة لبنانية عملت بالصحافة لمدة 25 عاما، وتعترف بأن خطوة الكتابة الإبداعية جاءتها متأخرة، نظرًا لانشغالها بالعمل الصحفى، لكن رحيل والدتها وحفاظًا على الذكريات الجميلة جعلها تكتب "يوم نامت ليلى" ليصبح أول إصدار لها فى عالم الأدب، هى غادة الخورى، والتى وقعت عملها الأدبى خلال فعاليات معرض الشارقة الدولى للكتاب بدروته الـ 40، وقد أجرى "انفراد" معها حوارًا حول تفاصيل الرواية وتجربتها المقبلة.. فإلى نص الحوار: ــ حديثنا عن تجربتك مع روايتك "يوم نامت ليلى"؟ هى رواية صادرة عن الأهلية للنشر والتوزيع، كانت الشرارة الأولى لهذا العمل عندما عرفت أن والدتى مصابة بمرض السرطان، ولن تعيش أكثر من 4 أسابيع، وهذا التجربة الشخصية أثارت ذكريات، وهو كتاب شخصى ملامس لكل إنسان. ــ تحدثتى من قبل عن احتياج الوسط الثقافى لقضاة فى الأدب ماذا تقصدين بذلك؟ نحتاج إلى قضاة أدب فنحن نعيش أزمات كثيرة على المستوى الثقافى، وكل شىء مترابط، فلا يمكن فصل الثقافة عن الاقتصاد والسياسة، وأعتقد أن هناك تراجعا فى مستوى الأدبية، حيث أصبح كل شىء يقال بزريعة الحقيقة والواقعية، فنحن نحتاج إلى ضبط المعايير، صحيح أن كل إنسان له الحق أن يكتب، ولكن ليس من حقه أن يشوه معايير الأدب، فهناك كتبات ترتقى لعمل أدبى متميز، لكن هناك كتبات أخرى آخرها صفحات التواصل الاجتماعى. ــ هل السوشيال ميديا نعمة أم نقمة للكاتب؟ يعود ذلك حسب الاستخدام، فأنا لا استخدم السوشيل ميديا لذاتى، ولا أروج لنفسى من خلال صفحات التواصل الاجتماعى، والسوشيال ميديا متوقفة أيضا عن من نبحث ونتابع، فأنا أتابع الأخبار والروائيين العرب والأسبان، ومن وجهة نظرى أن استخدام السوشيال ميديا فى هذا لا يضر. ــ لماذا عزمتى على كتابة "يوم نامت ليلى"؟ خوفى من النسيان أو فقدان الذاكرة على المستوى الإنسانى كله، فنحن ذاهبون إلى أن الإنسان يعيش اللحظة، ولكن هذا غير حقيقى، فكيف نعيش من دون ذاكرة تحت عبارة "نعيش اللحظة"، فالذاكرة تحتاج إلى حماية. ــ القارئ فور اطلاعه على روايتك ومن خلال معرفة قصتك مع والدتك سيطرأ على ذهنه أنها قصة حزينة .. هل هناك تخوف من ذلك؟ عندما كتبت الكتاب كنت أكتبه لنفسى لا للنشر، فكتبته لأننى لا أستطيع أن أبكى وأتألم فى غياب أمى ليلى، ومع ذلك فإن الكتاب يوحى بحالات أخرى، حيث يحتفى بالفرح والأمومة الجميلة، وينتهى بأمل فى ظل اهتمام الأشخاص بعائلته ومواصلة حياته دون مخزون الماضى. ــ هل كان لديك خوف من النقاد لحظة صدور الرواية؟ ياريت يكون هناك نقاد، فأنا أتمنى أن يكون هناك ناقد، وإذا حدث للكتاب نقد حاد هذا من حق الناقد فى أن يحافظ على الأدب. ــ هل الرواية المأخوذة من الواقع أقرب للقراء عن غيرها؟ الواقع والخيال بحياتنا، فالخيال جزء من الواقع، ولكن الأدب ما ينطلق من الواقع والروح الإبداعية هى من تأخذ هذا الواقع وتحوله إلى شىء متخيل، ليضيف له جماليات أفضل، لكن فى النهاية نرى أن الواقع والخيال متلازمين مثل الليل والنهار. ــ كونك صحفية لماذا تأخرت خطوة الكتابة الإبداعية لديك؟ صحيح تأخرت فى هذه الخطوة، ولكن لم أستطع ان أخوض تجربة الكتابة الإبداعية نظرًا لالتزماتى الصحفية وضيق الوقت، وأردت أن أعمل فى مهنة متعلقة بالكتابة، ولكن الكتابة المهنية غير الكتابة الإبداعية، وشعرت فى لحظة أن عمرا يمر دون أن أقوم بعمل ما أرغب به وهو الكتابة الإبداعية، وبموت أمى طلقت حياتى المهنية، وتفرغت للكتاب الإبداعية، من أجل نفسى ووقتها لم أفكر فى النشر. ــ هل نرى لك روايات أخرى تتعلق بذاكرتك أيضا كنوع من التوثيق لمرحلة ما؟ أكيد، فلدى رواية جاهزة فى 2022، موضوعها يدور حول لماذا لبنان ساحة لحروب متتالية، وهى رواية مزيج من الواقع والتخيل وأحاول أن اروى سيرة فتاة من مجتمع قروى بسيط، وهى رواية اجتماعية وتسليط الضوء على الشخصية الاجتماعية فى لبنان، ونواجه حالنا بمسئوليتنا لما يحدث فى لبنان. ــ من منبع مسئولية الكاتب هل الكاتب مسئول عن قضايا موطنة وينقلها عبر أدبه؟ هو واجب أخلاقى تجاه بلده فلا يستطع الكاتب أن يعيش معزولا عما يجرى فى موطنه، ولا يتفاعل وجدانه مع الحداث، وبالعكس فهو يمسه تلك القضايا، وإذا لم يحدث ذلك فعليه أن يترك الكتابة وبعمل "نحات أو حداد" أو أى شىء آخر، وعلينا ان نجد الحل والعلاج لجذور الأمور والقضايا وليس التعامل من خلال المسكنات، وهو أحد "أدوار المثقف بوجه عام، فالمثقون هو ضمير المجتمع ووعيه. ــ من المثقف ودوره من وجة نظرك؟ المثقف ليس الذى يجلس على المقاهى، لكن الشخص صاحب الرؤية والفكر، ويجب أن نكون محصنين ثقافيا وأخلاقنا لنقف ضد الأفكار الظلامية، والمثقف هو المسئول عن وعى المجتمع، فإذا لم يكن ذلك دور المثقف فلمن يكون إذن.






الاكثر مشاهده

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

;