بالصور .. ميادين تحزِّن وميادين تفرَّح

الاهتمام بالحضارة القديمة والأعمال الفنية فى أى بلد من بلاد العالم تختلف بطبيعتها وثقافتها ووعيها بقيمة هذا التراث، فنجد بعض الدول اهتمت بوضع تماثيل أثرية وسط ميادينها الرئيسية، وليس هذا فحسب لكنها تخصص لها صيانة دورية وترميما مستمرا، بينما نجد بلدا آخر توضع وسط ميادينه تماثيل لكبار الفنانين لكنها تتركها للعامة وغير المتخصصين لصيانتها والنتيجة حتميا هو تشويه تلك القيمة الفنية لتفقد قيمتها الفنية والمعمارية المتميزة.

ومن قلب مدينة كارديتسيا باليونان ونظرا لأهمية البلدين من الناحية الثقافية والتاريخية، أراد "انفراد" خلال تواجده بصحبة فرقة الأقصر للفنون الشعبية لمشاركتها بمهرجان الحضارة، إجراء مقارنة بين حال الميادين فى مصر واليونان. فى اليونان اهتم العديد من الفنانين بوضع معالم أثرية بوسط الشوارع أو الميادين العامة من أجل إعطاء منظر جمالى للعين وترسيخ الفكر الثقافى لدى الشعوب، أو لتكن عوامل جذب للسائحين الذين يتجولون فى هذه الشوارع، ومن هنا اهتمت مدينة كارديتسيا باليونان، فى أحد شوارعها بوضع 4 تماثيل لنساء فكل منها يبعد عن الآخر بمسافة 10 أمتار فقط، فقرب هذه المسافة يثير بداخلك فضولا قويا للتعرف على هذه الشخصيات التاريخية.

وتوجه "انفراد" لأحد الأشخاص المقيمين فى هذا البلد، من أجل التعرف على هذا التمثال، وقال إن هذا التمثال لسيدة تعرف باسم "كيلو" فهى تعد إلهة الموسيقى والغناء والرقص فى العصر الكلاسيكى اليونانى. ولم يكتف هذا الشارع بـ4 تماثيل فقط، ففى ساحة الميدان بمدينة كارديتسيا يتواجد أكبر تمثال لرجل سياسى "نيكولاس بلاترس" بشكل ملفت للنظر، فالتمثال فى مكان مرتفع يسلط عليه الأضواء ليلا من جميع الاتجاهات ليجبرك على مشاهدته. نيكولاس بلاترس تولى رئيس وزراء اليونان ثلاثة مرات وكان يعرف بشجاعته الشخصية خلال الحرب اليونانية ما بين 1919- 1922.

أما فى مصر فمسلسل تشويه التماثيل المتواجدة فى الميادين العامة عرض مستمر، فالحادث الأول قيام مجموعة من العمال بتلوين تمثال الموسيقار الراحل محمد عبد الوهاب الذى يتوسط ميدان باب الشعرية، مستخدمين ألوانا دمرت معالم وشكل التمثال. والحادثة الثانية واقعة انهيار تمثال "كاتمة الأسرار" بالحى اللاتينى فى الإسكندرية، إذ تسبب الإهمال فى تعرض التمثال إلى تصدعات وشروخات ظلت لسنوات إلى أن تعرض للانهيار، وبالرغم من أن التمثال ليس أثريًا وهو نسخة مقلدة من التمثال الأصلى للفنان محمود مختار والمتواجد حاليًا فى متحف بالقاهرة، إلا أن الواقعة كشفت خللاً فى إدارة الأحياء، خاصة فيما يتعلق بالحفاظ على المظهر الجمالى لميادين الإسكندرية، التى هى عاصمة الفنون والثقافة.

أما الواقعة الثالثة فهو تشويه تمثال الأديب الكبير عباس محمود العقاد الجديد المتواجد فى محافظة أسوان، إذ جاء مشوها وغريبا ولا يحمل ملامح الأديب عباس العقاد فى شىء ولا يليق بمقامه التاريخى. وكل هذه الحوادث ووقائع الإهمال ليست الوحيدة بل كان هناك واقعة التمثال المشوه لـ نفرتيتى الذى كان متواجدا فى المنيا وتمثال يوسف شاهين الذى كان موجودا بالإسكندرية. جدير بالذكر أن تجربة اليونان فى كيفية وضع هذه التماثيل التاريخية فى ميادينها وشوارعها بهذا الشكل، يجعلنا نلقى الضوء مرة أخرى على سرعة معالجة تشوه ميادين المصرية بمجموعة من التماثيل سيئة التصميم والجودة،وأيضا هذه التجربة تجعلنا نستفيد بفكرة وضع أكثر من تمثال فى مكان واحد ليعطى منظرا جماليا راقيا.
























الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;