الفن التشكيلى يتحدى الأزمات.. نجح فى زمن كورونا ولم يتأثر بالحرب الروسية

مثلت عمليات بيع وشراء الأعمال الفنية "هوسا" لدى العديد من محبى الفن ووصل الهوس إلى طرح أعمال فنية فى المزادات العالمية بملاييvن الدولارات، وهناك من يتسارع على شراء العمل الفنى لذا فسعر البيع يصبح فى زيادة ليحطم كل الأرقام القياسية المتوقعة، فيمكننا القول إن سوق الفن قد نما إلى أن أصبح صناعة عالمية، تقدر قيمتها نحو 64 مليار دولار، لذا فالمزادات الفنية إحدى النقاط المحورية التى لا تزال تحقق عوائد مالية غير مسبوقة. ومن المثير للدهشة أن "سوق الفن" لم يتأثر بأى أزمات يمر بها العالم، فعلى سبيل المثال تأثر اقتصاد العالم خلال الأيام الماضية بسبب أزمة الحرب على أوكرانيا، ولكن ظلت المزادات تعمل حتى وصل به الأمر إلى أنها خصصت مبالغ مالية تقدر بالملايين لتقدمه لصالح المتاحف الأوكرانية التى تأثرت بالضرر جراء الانفجارات، ولذا حذا مزاد فيليبس حذو منافسيها سوثبى وكريستيز، حيث أقامت بيعا مسائيا مخصصا للفن الحديث والمعاصر فى مقرها بلندن والذى حقق 29.9 مليون جنيه إسترلينى "40 مليون دولار" وتم تخصيص المبلغ لـ مساعدة أوكرانيا، وكانت أعلى صفقة فى المزاد لوحة "صورة شخصية على الشرفة"، بيعت بسعر نهائى 4.9 مليون جنيه إسترلينى «6.5 مليون دولار». ولا يمكنا أن نغفل أن أزمة انتشار كورونا خلال عام 2020، التى أثرت بالسلب على العالم بأثره، وعطلت العديد من المؤسسات عدا «سوق الفن» فلم يتأثر، بل عمل على طرح الأعمال الفنية للبيع عن طريق مواقع الأون لاين، واستطاع أن يجنى الكثير من الأموال فى سابقة لم تحدث من قبل، وبعض من المزادات خصصت أموالها لصالح المستشفيات فى ذلك الوقت، فعلى سبيل المثال حققت لوحة بناكسى، التى تُكرم العاملين فى مجال الرعاية الصحية فى المملكة المتحدة رقما قياسيا جديدا، إذ أنها بيعت بمبلغ 16.7 مليون جنيه إسترلينى «أى 23.1 مليون دولار» فى دار «كريستيز» بلندن، وتُظهر اللوحة، طفلا صغيرا يلعب بدمية لممرضة ترتدى عباءة وكمامة، وفى سلة مجاورة، تظهر دمى لأبطال خارقين مثل الرجل الوطواط، والرجل العنكبوت، وهى منسية، وتبرع فنان الشارع الغامض باللوحة إلى مستشفى جامعة «ساوثهامبتون» فى مايو عام 2020 خلال الموجة الأولى من جائحة فيروس كورونا، وفى الآونة الأخيرة، جنت العديد من المزادات العالمية الكثير من الموال، بعد بيع العديد من اللوحات الفنية بأرقام فلكية تعدت الملايين الدولارت، ولذا سوف نستعرض أبرز اللوحات التى بيعت وحطمت كل الأرقام القياسية المتوقعة: زوج من العشاق بيعت لوحة الفنان الهولندى الشهير فان جوخ "زوج من العشاق" فى مزاد سوثبى مقابل 10 ملايين دولار، وقد رسم الفنان الهولندى العمل فى مارس 1888، بعد شهر من وصول فان جوخ إلى آرل فى فرنسا، وهى عبارة عن تصوير حميم لعشاق يمشيان على طول ضفة نهر، وقد شكلت الفكرة المركزية لتكوين أكبر يصور زوجا من العشاق، حاول فان جوخ رسم عدة إصدارات من هذا التكوين فى معظمها يظهر المشهد فى وضح النهار مع وضع الجسر فى مواجهة سماء زرقاء ؛ ومع ذلك، أراد فان جوخ فى واحد منها دمج القرص اللامع لغروب الشمس. وكتب فان جوخ عن هذا المشروع إلى صديقه الرسام إميل برنارد فى 18 مارس من عام 1888 وفقا لكتاب رسائل فان جوخ رسالة قال فيها: «فى الجزء العلوى من هذه الرسالة، أرسل إليك رسما تخطيطيا صغيرا لدراسة تشغلنى بكيفية صنع شىء ما ذلك - عودة البحارة بأحبائهم نحو المدينة، ناقش فان جوخ العمل مرة أخرى فى رسالة إلى شقيقه ثيو بعد عدة أيام، فى 21 أو 22 مارس: "المطر والرياح اشتدا فى الأيام القليلة الماضية، لقد عملت فى المنزل على اللوحة التى قمت بعمل رسم تخطيطى لها فى رسالة إلى برنارد، كان هدفى هو إعطاؤها ألوانا مثل الزجاج الملون". كتب فان جوخ فى 25 مارس أنه تخلى عن العمل بعد أن منعه الطقس من الرسم فى الموقع وفشلت جهوده فى الاستوديو، ومع ذلك، من الواضح أنه شعر بعدها أن الفكرة المركزية للزوج من العشاق كانت ناجحة وقرر الحفاظ عليها، ووفقا لمتحف فان جوخ يظهر فى اللوحات "التنفيذ القوى من حيث الرسم واللون" وحقيقة أن التأثير الغنى فى شخصية المرأة تمهيد يفضى إلى اللوحات اللاحقة فى آرل، فقد تحققت الأشكال التى هدف فان جوخ إليها عبر إنتاج "ألوان مثل الزجاج المعشق، وتصميم الخطوط العريضة الصلبة" وهى تلخص ما كان الفنان يعمل من أجله فى هذه الفترة الحاسمة من حياته المهنية. حيوان الحفلة حققت لوحة "حيوان الحفلة" المصممة بالأكريليك والزيت للرسام الفلبينى رونالد فينتورا، مبلغا قدره 19.450.000 دولار بهونج كونج فى مزاد كريستيز للفنون، ويعد المبلغ أعلى بكثير من تقدير ما قبل البيع للعمل حيث قدر ما بين 800 ألف دولار هونج كونج إلى 1200000 دولار هونج كونج، تم عرض حيوانات الحفلة، التى تقدم صورًا لظباء، وذئبين، ودب، جنبًا إلى جنب مع اثنين من الرسوم المتحركة للشياطين يحتفلان فى الهواء الطلق، واستوحى الفنان فينتورا الإلهام من «الممارسات الاجتماعية والثقافة المعاصرة، حيث وضع مخلوقاته الهجينة فى مشاهد من المرح، أو الاستعراض، أو المشاجرة، أو ممارسة الرياضة - جزء كبير من واقعنا الذى نعيشه اليوم. لوحة يابانية نادرة بيعت لوحة يابانية مرسومة باليد تعود إلى فترة كاماكورا "1185-1333" وذلك على الرغم من كونها مسجلة لدى الحكومة اليابانية كممتلكات ثقافية مهمة، وحققت 243.9 مليون ين "2.13 مليون دولار" فى مزاد نادر فى طوكيو، وفى اليابان لا يُحظر بيع أو شراء أى عنصر تم تحديده على أنه كنز وطنى أو ممتلكات ثقافية مهمة، لكن مسؤولًا حكوميًا يابانى قال إن شراء هذا العمل أمر غير معتاد للغاية، اللوحة توضح مراسم جنازة ويبلغ طولها 16 مترًا، وعرضها حوالى 39 سم، ويملكها فرد يعيش فى اليابان، ولم يتم الإعلان عن اسم العارض الفائز، وينص قانون حماية الممتلكات الثقافية اليابانية على أن بيع كنز وطنى أو ممتلكات ثقافية مهمة يتطلب إبلاغ الحكومة باسم المشترى وسعر البيع المخطط له قبل إبرام عقد رسمى، ويمكن للحكومة أن تتدخل وتشترى كنزا وطنيا أو ممتلكات ثقافية مهمة قبل أى شخص آخر، حتى تتمكن من حماية الأصول الثقافية المهمة، وعندما لا تشترى الحكومة هذه الفنون يمكن لمالكها بيعها إلى شخص آخر. إمبراطورية الضوء بيعت لوحة سريالية لرينيه ماجريت بمبلغ قياسى «79.7 مليون دولار» فى دار سوثبى للمزادات العالمية فى لندن، وتسمى اللوحة إمبراطورية الضوء وتعود إلى عام 1961، وتصور شارعا مظلما ومنزلا بنوافذ مضاءة تحت سماء مشمسة فى النهار، وهذا المبلغ يجعل اللوحة ثانى أغلى لوحة بالدولار الأمريكى تباع علنًا فى لندن، ورسم ماجريت «إمبراطورية الضوء» لصديقته وملهمته أن-مارى جيليون كرويه، وهى ابنة جامع الأعمال البلجيكى بيار كرويه، وبقيت اللوحة منذ تلك السنة موجودة لدى العائلة، وعرضت اللوحة التى يبلغ مقاسها 114,5 بـ146 سنتيمتراً فى روما وباريس وفيينا وميلانو وسيول وإدنبرة وسان فرانسيسكو، وبقيت فى متحف ماغريت فى بروكسل من 2009 حتى 2020.












الاكثر مشاهده

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

;