حلم الإسكندر .. حكاية تأسيس مدينة الإسكندرية والمهندس الذى قام بتشيدها

فى 7 أبريل عام 332 ق.م، تم تأسيس مدينة الإسكندرية، حيث بدأ العمل على إنشاء المدينة على يد الإسكندر الأكبر عن طريق ردم جزء من المياه يفصل بين جزيرة ممتدة أمام الساحل الرئيسى تدعى "فاروس" بها ميناء عتيق، وقرية صغيرة تدعى "راكتوس" أو "راقودة" يحيط بها قرى صغيرة أخرى تنتشر كذلك ما بين البحر وبحيرة مريوط، واتخذها الإسكندر الأكبر وخلفاؤه عاصمة لمصر حتى الفتح الإسلامى لمصر على يد عمرو بن العاص سنة 641. فى الطريق على ساحل البحر المتوسط يسترعى انتباه الإسكندر بقعة من اليابسة تفصل البحر المتوسط عن بحيرة مريوط ويفكر الإسكندر مليا فى تلك البقعة إن لها مواصفات عجيبة تصلح لإنشاء مدينة عظمى على أحدث الطرز فى ذلك الوقت ومن هذه المواصفات، واختمرت الفكرة فى ذهن الإسكندر فعهد إلى مهندسه اليونانى (دينو قراطيس) بتخطيط هذه المدينة الجديدة. ارتبط اسم المهندس دينوقراطيس بتاريخ الإسكندرية منذ أن وضع التخطيط الأول لهذه المدينة عام 331 ق.م وقسم أرضها الفضاء إلى طرق وميادين وأحياء فكان لعبقريته الهندسية الفضل فى نشوء هذه المدينة. وكان دينو قراطيس إغريقيا من جزيرة رودس فى البحر المتوسط وقد صحبه الإسكندر فى ضمن مستشاريه كما رافقه فى جولته الكشفية التى بدأها من مدينة كانوب أبو قير حتى المنطقة القريبة من قرية راقودة وجزيرة فاروس بحثا عن مكان ملائم يشيد فيه الإسكندرية. اختار المهندس دينو قراطيس النمط الهيبو دامى لهذه المدينة وهو عبارة عن شارعين رئيسيين متقاطعين بزواية قائمة ثم تخطيط شوارع أخرى فرعية تتوازى مع كل من الشارعين وهو التخطيط الذى شاع استخدامه فى العديد من المدن اليونانية منذ القرن الخامس ق.م وبدأ المهندس دينو قراطيس بمد جسر يربط بين الجزيرة التى سميت فيما بعد بجزيرة فاروس وكان طول هذا الجسر 1300 م ونتيجة لإنشاء هذا الجسر أصبح هناك ميناءان أحدهما شرقي يسمى بالميناء الكبير والأخر غربي ويسمى ميناء العود الحميد. تقسيم المدينة تم تقسيم المدينة الى خمسة أحياء حملت حروف الابجدية اليونانية الأولى ومن هذه الأحياء: الحى الملكى (البروكيون) والحى الوطنى وحى اليهود ويمتد المسرح الرئيسي من الشرق الى الغرب فى وسط المدينة وهو المعروف بشارع كانوب (شارع فؤاد حاليا) ويحده من الشرق بوابة كانوب ومن الغرب باب سدرة أما الشارع الطولى الذى يمتد من الشمال الى الجنوب فهو يقابل الأن شارع النبى دانيال وكان يحده من الشمال بوابة القمر ومن الجنوب بوابة الشمس. وفى أواخر عام 332 ق.م وصل الإسكندر المقدونى إلى مصر وبعد أن وضع تصور لمدينة الإسكندرية غادر البلاد ليستكمل فتوحاته فى الشرق، فإن القدر كان يحتفظ لهذه المدينة بدور كبير فى تاريخ مصر والعالم المتحضر ولم يقتصر على الفترة التى شهدت عهد البطالمة، خلفاء الإسكندر على حكم مصر، وإنما استمر زمنا طويلا بعد نهاية هذا البيت الحاكم فى 30ق.م



الاكثر مشاهده

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

;