فى ذكرى رحيل روز اليوسف.. من فك الخط لصاحبة أهم مجلة فى زمانها؟

"من المحن والأزمات تحدث المعجزات"، هكذا بدأت الفنانة والكاتبة روز اليوسف حياتها "1 يناير1897-10 أبريل 1958"، تمكنت من صنع تاريخ فى الحياة الثقافية والفنية والسياسية فى مصر، وقد عاشت طفولة قاسية "مقطوعة من شجرة"، فهى ولدت يتيمة الأم، حيث إن والدتها توفيت عقب ولادتها، أما والدها فكان تاجرا يتنقل بين بيروت وتركيا، وفى يوم تركها عند عائلة لبنانية مسيحية ومن بعدها انقطعت أخباره، الأمر الذى دفع العائلة اللبنانية لتبنى روز والتكفل بتربيتها، وغيّروا اسمها من فاطمة إلى روز ولم تعرف شيئا عن أصولها حتى سن العاشرة من عمرها عندما وافقت الأسرة على سفرها مع شخص من العائلة إلى البرازيل، عند ذلك أخبرتها مربيتها عن حقيقة الأمر وبأن أهلها مسلمون وأن اسمها فاطمة. ولكن فاطمة لم تكمل رحلتها، وذهبت إلى مصر وتبناها إسكندر فرح وهى فى الرابعة عشرة من عمرها، واكتشفها المخرج عزيز عيد وأسند لها أدوارا مسرحية. ومن هنا بدأت حياتها الفنية المسرحية، وأول مسرحية قامت بتمثيلها مسرحية «عواطف البنين» كان دورها تمثيل سيدة عمرها 72 عاما، مع أن عمرها فى ذلك الوقت 16 عاما فقط لا غير، ولكنها أتقنت الدور وكان ذلك قبل الحرب العالمية الأولى. ولكن قصتها مع التمثيل انتهت حينما اختلفت مع الفنان يوسف وهبى، وحسبما ذكرت فى مذكراتها، أن يوسف وهبى لم يعتمد الجودة فى إحدى المسرحيات رغبة فى زيادة نسبة الجماهير، إلا أنها رفضت العمل معه، وفى ذلك الوقت كانت المجلات الفنية تقوم بمهاجمة الفن، لذلك رغبت فى تقديم مجلة تدافع عن الفن، ومن هنا أصدرت مجلة روز اليوسف. ومن المثير للانتباه، أن روز اليوسف فى ذلك الوقت كانت تفك الخط بصعوبة، نظرًا لأنها لم تدخل مدارس، إلا أنها أصرت على صدور المجلة على نفقتها الشخصية وتكلف إصدارها 5جنيهات، وكانت لديها سرعة ذكاء وفطنة وحدس صحفى عال، رغم أنها لم تكن لديها أى خبرات، وأبرز مثال على ذكائها العالى أنها اختارت أن يكون اسم المجلة على اسمها لأنها كانت فى ذلك الوقت فنانة مشهورة، ورأت أن هذا الأمر سوف يجذب أكبر عدد من القراء لقراءة المجلة وبالفعل نفد العدد الأول بالكامل، كما تعد روز أول من أطلق اسمها على مجلة أو صحيفة فى مصر والعالم بأسره. وصدر العدد الأول عام 1925، وكان رئيس تحريرها الصحفى الكبير محمد التابعى «مؤسس الصحافة الحديثة»، وكان قبل أن يتولى المنصب يكتب مقالات نقدية فنية، وبعد 3 سنوات تحولت المجلة إلى صحيفة تركز على الجوانب الأخرى وأبرزها «السياسة»، وظلت روز تشغل منصب رئيس مجلس إدارة الصحيفة حتى وفاتها. اهتمت روز بثلاثة مكونات فى الصحيفة "الكاريكاتير، دعم الصحفيين الشباب، الاهتمام بالأدباء بصدور الكتاب الذهبى" تخرج فى الصحيفة عمالقة الصحافة بالكاريكاتير، أبرزهم صاروخان الفنان الأرمنى الأصل، وكانت من أبرز الشخصيات التى قدمها شخصية "المصرى أفندى، وكان من ضمن مشاهير الكاريكاتير، عبدالسميع وصلاح جاهين وجمال كمال وبهجت وحجازى، وأبو العينين. ومن أبرز الصحفيين الذين كاتبوا بالصحيفة، مصطفى أمين وعلى أمين، محمد حسنين هيكل، وأحمد بهاء الدين وفتحى غانم وصلاح حافظ ويوسف إدريس، ومصطفى محمود. وفى عام 1953، أصدرت روز الكتاب الذهبى وطبعت على حساب المؤسسة الكثير من أعمال الأدباء منها مجموعة «أرخص ليالى» ليوسف إدريس، أولى المجموعات القصصية ليوسف إدريس، وصدرت فى عام 1954، مغرقة فى الواقعية المصرية. وممن كتبوا فى روز اليوسف فى وقت مبكر نجيب محفوظ، شارك عندما كان لا يزال شابًا يدرس فى عامه الأول بكلية الآداب. ورغم نجاح الصحيفة فى أعوامها الأولى، إلا أن النساء لم يكن لديهن دور فيها، وكانت الصحيفة حكرا على الرجال فقط، لأن النساء فى ذلك الوقت كن لا يعملن بالصورة التى نراها الآن، وكان محمد عبدالقدوس زوج روز يقول دائما روز أجنبية مولودة فى لبنان لكنها أصبحت مصرية ويطلق عليها الهرم الرابع. ومن أكثر القرارات الجريئة التى قامت بها روز اليوسف أنها عينت ابنها إحسان عبدالقدوس، فى منصب رئيس تحرير فى عمر الـ25 عقب تخرجه فى كلية الحقوق، لأنها كانت ترى فيه موهبة الكتابة منذ صغره، وحيث إنه كان يهوى كتابة القصص فكانت ترفض ذلك وتقول له "أنت صحفى"، وبالفعل لم يبدأ إحسان فى ممارسة الحياة الأدبية إلا فى وقت متأخر نسبيا.










الاكثر مشاهده

رئاسة وزراء ماليزيا ورابطة العالم الإسلامي تنظِّمان مؤتمرًا دوليًّا للقادة الدينيين.. الثلاثاء

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

;