الحملة الصليبية الرابعة.. من كان خلفها وكيف انتهت؟

تمثل الحملة الصليبة الرابعة حالة مختلفة فى عصر الحملات التى جاءت من أوروبا فى القرون الوسطى لاحتلال الشرق، جاءت باسم الدين، لكنها فى الحقيقة كانت تبحث عن الثروة. والذى حدث أنه بعد الحملة الصليبية الثالثة، لم يتحمس الأوروبيون لحملة رابعة، خاصة أنهم خسروا القدس للدولة الأيوبية التى فرضت نفوذها على مصر وسوريا ولم يتبق للصليبين سوى بضع مدن متفرقة. ومع ذلك دعا البابا إنوسنتيوس الثالث فى 1202 إلى حملة صليبية رابعة، وكانت خطة الصليبيين الأولية تتلخص في دفع القوات الصليبية إلى مصر ودحر القوة الإسلامية في المنطقة ثم شن الحرب من هناك للسيطرة على القدس، وكان لجمهورية البندقية، تأثيراً كبيراً على أحداث هذه الحملة، فالبندقية كانت المنطلق البحري لتلك الحملة، ولكن الحرب ضد مصر لم تطب للبندقية، فقد كانت لها علاقات تجارية منظمة جيدا مع مصر. أُبرم اتفاق بين البندقية والصليبيين لنقل الفرسان والجياد والمشاة وتأمين الاغذية مقابل 85 ألف مارك ذهبي، وكان الدفع على أربعة أقساط على أن يدفع القسط الأخير في موعد لا يعدو أبريل 1202، وتقدم البابا عندما صادق على المعاهدة بشرط مسبق مثير للجدل، كثير الدلالة، مفاده أن الصليبيين الذاهبين على متن سفن البندقية لمحاربة "المسلمين"، "لن يرفعوا السلاح ضد المسيحيين". ويؤكد بعض المؤرخين أن الدوق إنريكو داندولو، دوق البندقية العجوز، كان قد رسم المعاهدة بشكل جعله يتحكم بالقوات الصليبيية، فقد كان يقدّر أن الصليبيين لن يستطيعوا جمع العدد الكافي من المقاتلين وبالتالي سيقعون في أزمة مالية يكونون فيها مثقلين بالديون للبندقية، وهذا ما حصل، وتحولت الحملة الموجهة إلى مصر إلى حملة معادية للامبراطورية البيزنطية المسيحية الشرقية. وأصبحت الحملة عبارة عن تدمير لمنافسى البندقية فى التجارة فى المتوسط، فنحو صيف 1202، أخذت تتجمع شيئا فشيئا في البندقية فصائل الصليبيين الفرنسيين والألمان والإيطاليين، ولكن عددهم لم يكف لتسديد الديون المترتبة، مما جعلهم تحت رحمة البندقيين الذين كانو يمدوهم بالطعام والسفن، ولكن في أغسطس 1202، وصل إلى البندقية القائد الأعلى للصليبيين بونيفاس دي مونفيرات، وتواطأ بونيفاس مع دوق البندقية على تحويل الهجوم، ففي 8 أكتوبر 1202، أبحر أسطول الصليبيين من البندقية واحتل زادار المجرية التي دافعت دفاعاً مستميتاً، وأصبحت زادار تحت حكم البندقية. وفي 24 مايو 1203، غادر الأسطول كورفو التي كانت محطة له في الطريق إلى القسطنطينية. في القسطنطينية واجه الصليبيون خصم ضعيف، فبيزنطة أرهقتها الحملات السابقة، والإتاوات والضرائب المتزايدة وتناقص واردات الدولة، فوصلوا إلى شواطئها في 23 يونيو، وبدأت العمليات العسكرية في 5 يوليو 1203، ففر امبراطور بيزنطة ألكسيوس الثالث، وعملياً، استسلمت القسطنطينية البالغ تعداد سكانها زهاء 100 ألف في 17 يوليو 1203.



الاكثر مشاهده

كبار فقهاء الأمة الإسلامية يجتمعون تحت مظلة المجمع الفقهي الإسلامي

بدعوة من دولة رئيس الوزراء الباكستاني.. العيسى خطيباً للعيد بجامع الملك فيصل فى إسلام آباد

علماء العالم الإسلامي يُرشحون مركز الحماية الفكرية لإعداد موسوعة عن "المؤتلف الفكري الإسلامي"

رابطة العالم الإسلامى تنظم غداً مؤتمر "بناء الجسور بين المذاهب الإسلامية" فى مكة

د.العيسى يلتقي رئيس جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر على متن سفينة "أوشن فايكينغ"

10 أسئلة وإجابات حول تعديلات قانون تملك الأجانب للأراضى الصحراوية.. برلماني

;