فى بحث نشره محمد جلال القصاص فى موقع "صيد الفوائد" تحت عنوان "هل كان العقاد نصرانيا" يرى فيه أن "كتاب (عبقرية المسيح ) أو ( حياة المسيح )، عليه السلام، جاء متأخراً عن عبقرية محمد، صلى الله عليه وسلم، بعقد من الزمن أو يكاد، وقبيل وفاة عباس العقاد، فهل يعنى هذا أن العقاد كان نصرانياً؟ ويرى الباحث بعد أن بتناول آراء العقاد فى المسيح نبوته وقيامته وألوهيته أن "العقاد لم يكن نصرانياً، بل كان منتسباً للإسلام يفاخر به أحياناً، كل ما هنالك أن العقاد مشاغب، يقف دائماً وحيداً إن تكلم عن النصرانية أو تكلم عن الإسلام، إن كان فى الأدب أو كان فى الفكر.
هذا هو العقاد لم ينصر إسلاماً ولم يغظ كفراً، وإنما أضاع جهده ونفسه فى إثبات ذاته ومناطحة أقرانه"
وفى موضع آخر قال الباحث نفسه عن العقاد "وجد العقاد مكاناً عالياً بين المثقفين، ذلك أنه اتخذ مكاناً وسطاً بين عملاء الفكر المفضوحين من أمثال طه حسين ولطفى السيد وقاسم أمين وعلى عبد الرزاق، وبين أهل الحق المستمسكين بالكتاب والسنة من أمثال محمود شاكر ومحمد شاكر وسيد قطب، ومحمد محمد حسين، ومصطفى صادق الرافعى، وخفى أمره على الناس إذ يقيسون الأمر بما ينال الشخص من أمر الدنيا، وما كانت عند العقاد دنيا، فقد عاش فقيراً ومات فقيراً، وفقره بسبب كثرة خصوماته التى عزلته عن الناس بعد أن كبر سنه".
المفكر عباس محمود العقاد، عملاق الفكر كما كان يطلق عليه الزعيم سعد زغلول، كان معروف باهتمامه بالفكر الإسلامى وبأنه كان ذا عاطفة إسلامية توضحها كتاباته ودراساته الإسلامية، ودفاعه عن الإسلام ضد أراء كثيرة خاض فيها المستشرقين كما نرى فى كتابه (حقائق الإسلام وأباطيل خصومه)، لكنه فى الوقت نفسه كان يجل العقل ويقدر دوره فى الوصول للحقيقة.
السلفيون يهاجمون العقاد ويتهمونه بأنه كان يقيم صالونه الثقافى كل يوم جمعه ولا يذهب للصلاة، بينما يذهب البعض إلى اتهامه بالعمالة للغرب وأنه يتبنى أفكارا علمانية لا علاقة لها بالدين الإسلامى،
لكن العقاد برأى كبار العلماء قدم خدمة كبيرة للفكر الإسلامى حتى أن الشيخ الباقورى قال عن العقاد، الأستاذ العقاد مجاهد صادق، بعيد النظر، غيور على الإسلام غيرة عاقلة، وقال عنه الشيخ الغزالى، الأستاذ العقاد خير من كتب عن العقيدة والدين بوعى وإيمان، وأنه صاحب أكبر عدد من المؤلفات الإسلامية الجادة التى تزيد على الثلاثين كتابا، قدمت حقائق الإسلام، وأدحضت أباطيل خصومه.
وكان للعقاد إسهامات فى المناحى المختلفة للفكر الإسلامى منها السير والتى يأتى على رأسها العبقريات، والتى تضم عبقرية وأبى بكر وعمر وعثمان والإمام على، كما أن له بحوثا فى العقيدة، وفى التوحيد والأنبياء، وأبحاث ودراسات مثل: الإسلام فى القرن العشرين، والإنسان فى القرآن. والمرأة فى القرآن، و ردود ومناقشات مثل: ما يُقال عن الإسلام - حقائق الإسلام وأباطيل خصومه - والتفكير فريضة إسلامية.
بدأ العقاد إسلامياته بكتابه (عبقرية محمد) والذى ألفه عام 1942م وتتالت كتبه الإسلامية من العبقريات وغيرها، وفى كتابه (التفكير فريضة إسلامية)، يرى أن العقل فى الإسلام هو مصدر أعمال المسلم وتصرفاته، وأن عليه الاعتماد فى ملكاته وقدراته.